facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




المسار التخادعي والمعادلة السياسية والعسكرية للثورة العربية الكبرى


د.بكر خازر المجالي
10-06-2025 12:22 PM

نقرأ في هذه المعادلة التي تطلعنا على مسارين:

المسار الاول: مسار المصداقية والالتزام بالعهود والمواثيق.

المسار الثاني: مسار التخادع والنقض للعهود ومنح وعود على حساب الاستقلال وسيادة الارض العربية.

افترض العرب مصداقية الاخر واخلاص الاخر مثلما هو الصادق دون ادراك لاحابيل السياسة وتدخلات اصحاب الاجندات ومعرفته بالاتفاقيات السرية والتفاهمات وغيرها.

أما الحديث في هذا الشأن فتبدأ من انتهاء المراسلات التاريخية بين الشريف الحسين بن علي والسر هنري مكماهون والتي ابتدأت بتاريخ 15 آب 1915 وانتهت بتاريخ 5 آذار 1916م، وكانت هذه في عشر رسائل، خمس بكل اتجاه وتركزت في موضوعاتها في طلب الاستقلال العربي وحفظ الارض العربية دون اي استثناءات وتنظيم العلاقة العسكرية بين العرب وبريطانيا بالنسبة لتزويد الذخيرة والاسلحة والامدادات الاخرى..

التخادعية الاولى: بعد المراسلات التاريخية سايكس - بيكو

كما ذكرت فقد انتهت المراسلات مع اخر رسالة جوابية من السر هنري مكماهون بتاريخ 9 آذار 1916م، ولكن وبعد شهرين تقريبا ابرمت اتفاقية سايكس بيكو وقد تم التوقيع عليها بتاريخ 9 أيار 1916م، وهذه اتفاقية تقسيم بلاد الشام والعراق الى مناطق نفوذ بين فرنسا وبريطانيا، وبالتالي هي نسف لكل المواثيق والوعود البريطانية التي جاءت في المراسلات التاريخية، وبقيت هذه الاتفاقية طي الكتمان حتى مطلع عام 1918 حين نشرت وثائق روسيا القيصرية بعد الانقلاب الشيوعي وكانت روسيا طرفا ثالثا في هذه المعاهدة او الاتفاقية لضمان مصالحها في منطقة البحر الاسود.

التخادعية الثانية: بعد احتلال العقبة وصدور وعد بلفور

كان لهذه العملية ردود فعل عند الحلفاء لانهم ارادوا للثورة العربية الكبرى أن تكون فقط في ارض الحجاز، ولكن خروجها الى جنوب بلاد الشام فهو حسب رأيهم اعتداء على الحدود الجنوبية لسايكس بيكو، ويشكل الجيش العربي تهديدا للمصالح الفرنسية والبريطانية وللخطة المستقبلية فيما يتعلق بفلسطين والتي راوغ السر مكماهون كثيرا في عدم اعطاء جواب حاسم يتعلق بمصير فلسطين. دخول العقبة ومن ثم تكامل الجيش العربي في القويرة في ايلول 1917 ضغطت الحركة الصهيونية على بريطانيا لضمان ان تكون فلسطين لهم، فكان اصدار وعد بلفورفي 2 تشرين الثاني 1917

التخادعية الثالثة: الدخول الى دمشق وبدء بناء مؤسسة الدولة العربية

دخل الامير فيصل بن الحسين دمشق يوم الثاني من تشرين الاول من عام 1918م، وبدأ بالتحضير لاعلان الدولة السورية الواحدة بالاعداد للدستور وما يتضمنه من قوانين خاصة قانون الانتخاب. ولكن حين وصل الامر الى اعلان استقلال الدولة السورية في 7 آذار 1920 كان هناك التسارع الفرنسي ضد هذه الدولة التي ستضم لبنان اليها.

الواقع ان مشروع الدولة العربية السورية في القضاء على مشروعين استعماريين هما: اتفاقية سايكس بيكو ومشروع وعد بلفور.

وكان هذا هو الصدام الرئيسي مع فرنسا تحديدا التي كانت تترقب الفرصة للانقضاض على الدولة العربية السورية حتى كان هذا الامر، فقام الجنرال غورو بتوجيه انذاره الشهير الى الامير فيصل الذي يقضي بحل الجيش والغاء الدستور وانزال العلم العربي وغير ذلك مع تحديد 72 ساعة للرد.

انقضى الوقت ولم يكن هناك رد فكان لقاء الجيش العربي مع الجيش الفرنسي في خان ميسلون يوم 24 تموز 1920 وانتهت المعركة القصيرة بهزيمة ساحقة للعرب وبالتالي قضي على حلم الدولة العربية حتى لحظتها.

التخادعية الرابعة: الامير فيصل في مؤتمر الصلح في باريس عام 1919م

حاولت فرنسا الحيلولة دون دخول الامير فيصل الى المؤتمر، وترتيب برنامج سياحي له خارج باريس، هذا الموقف يمثل النوايا المبيتة للمشروع العربي النهضوي ولمطامح الاستقلال، ولكن رغم تدخل بريطانيا بعد مناشدة الامير فيصل والسماح له بالاشتراك في المؤتمر والقاء خطابه، إلا أن فرنسا مضت في مشروعها الاستعماري والاحتلالي المتعلق بالسيادة على لبنان.

التخادعية الخامسة: دور الحلفاء في معارك معان

في يوم (8 نيسان) 1918 تقرر عقد لقاء لوضع خطة للهجوم على معان حضره القادة العرب وأعضاء البعثة الانجليزية العسكرية، وقرر القادة العرب شن الهجوم فورا على معان.

ونجح العرب في تنفيذ مخططاتهم لكن الدور الانجليزي والفرنسي ظهر جليا هنا ضد تحقيق النصر العربي ولكن يثبت هؤلاء على أنهم محقون في وجهات نظرهم وان الهجوم على معان مجازفة، أوقفوا الإسناد المدفعي تماما رغم أن المدفعية الفرنسية لم تطلق أكثر من (20) طلقة بحجة نقص الذخيرة وانسحبوا الى اوهيدة غربا وتركوا الجبهة وهذا أتاح الفرصة للرشاشات التركية لتسديد نيرانها على القوات المهاجمة وخرج الجنود الأتراك من خنادقهم وصبوا نيرانهم على القوات العربية التي كانت تقاتل باندفاع شديد، لكن تبدل الموقف، وتأثرت قوة النيران العربية والمسددة مما جعل العرب يتراجعون الى الخلف لتفادي الخسائر الكبيرة التي بدأت تلحق في صفوفهم.

التخادعية السادسة: حقيقة المساعدة البريطانية للثورة العربية الكبرى

بين يدي مقال نشرته مجلة اخر ساعة المصرية (صورة عن المقال مرفقة) بعنوان: "قراءة ثانية للتاريخ: الخديعة وحقيقة موقف بريطانيا من الثورة العربية والكاتب هو سامي الحكيم.

يقول في المقدمة: أنه يتحتم القاء نظرة على مواقف بريطانيا السابقة من الثورة العربية الكبرى التي قادها الشريف الحسين بن علي، وكيف تمت المراوغة البريطانية في تأييد الثورة ودعمها، وكيف حدثت الخديعة الكبرى للعرب وقتها. ولعل التاريخ يعيد نفسه.

وفي ذات المقال يخلص الكاتب الى اعطاء نموذج للخديعة البريطانية وحقيقة دور بريطانيا فيقول: يدعي البعض ان نجاح الثورة العربية الكبرى كان بفضل المساعدة البريطانية.. وفي هذا القول الكثير من المغالطة وانعدام المنطق. وأوضح رونالد ستورز حقيقة هذه المساعدة عندما ان بلاده أنفقت 11 مليون جنيه وكان مجموع ما دفعوه نقدا أقل من مليون جنيه، أما الملايين العشرة الاخرى فهي تكاليف العمليات العسكرية والعتاد والمؤن وما الى ذلك من خدمات.

وهذا المبلغ يعتبر تافها متى عرفنا أن بريطانيا انفقت في ميادين الحرب في الشرق الاوسط 750 مليون جنيه منها 40 مليون جنيه لاخماد الثورة العراقية عام 1920، بل أن فيصل أعلن في مؤتمر فرساي بأن العرب وضعوا في ميادين القتال مائة الف جندي وانهم فقدوا عشرة الاف قتيل.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :