facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




التعليم العالي والذكرى 26 لجلوس جلالة الملك على العرش


د.مأمون الشتيوي العبادي
11-06-2025 02:11 AM

بكل فخر واعتزاز، يحتفل الأردنيون هذا العام بالذكرى السادسة والعشرين لجلوس جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين على العرش، وهي مناسبة وطنية عزيزة على قلوب أبناء الوطن كافة، يتأملون فيها مسيرة مليئة بالعطاء والإنجازات التي تحققت في مختلف القطاعات، وفي مقدمتها التعليم العالي. فمنذ تسلمه سلطاته الدستورية، أولى جلالة الملك التعليم بمراحله كافة، وخاصة التعليم الجامعي، اهتمامًا كبيرًا، إيمانًا منه بأن بناء الإنسان الأردني المتعلم والواعي هو أساس التنمية المستدامة والازدهار الوطني.

شهد قطاع التعليم العالي في الأردن تحولات نوعية في عهد جلالة الملك، تجلت في التوسع الكبير في عدد الجامعات والكليات المنتشرة في مختلف محافظات المملكة، وتحديث المناهج وربطها بالواقع العملي وسوق العمل. فقد تم، على سبيل المثال، إنشاء جامعات جديدة مثل جامعة الحسين التقنية في عمان، التي تُعنى بالتعليم التقني وتربط بين الدراسة الأكاديمية والتدريب العملي المباشر في القطاع الصناعي، إضافة إلى تطوير الجامعة الألمانية الأردنية، التي أصبحت نموذجًا للشراكة الأكاديمية مع أوروبا في البرامج التطبيقية. لم يكن الهدف من التوسع كميًا فحسب، بل ارتكز على النوعية والجودة، فقد تم اعتماد معايير أكاديمية صارمة من خلال هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي وضمان جودتها، لضمان مخرجات تعليمية قادرة على المنافسة إقليميًا ودوليًا.

كما تم تعزيز برامج الدراسات العليا والبحث العلمي، وتوفير بيئات جامعية محفزة على الإبداع والتفكير النقدي، إلى جانب دعم المبادرات الشبابية والابتكار وريادة الأعمال، كما يتجلى في برامج “صندوق دعم البحث العلمي والابتكار” التابع لوزارة التعليم العالي، والذي موّل مئات المشاريع البحثية في قطاعات استراتيجية مثل الطاقة، والمياه، والطب، والبيئة.

برزت في السنوات الأخيرة ملامح واضحة لرؤية ملكية ثاقبة تستشرف المستقبل، حيث دعا جلالة الملك إلى مواءمة التعليم العالي مع متطلبات الثورة الصناعية الرابعة والتحول الرقمي، ما استدعى الجامعات إلى تطوير برامج جديدة في مجالات الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، وعلوم البيانات. وقد استجابت بعض الجامعات لهذا التوجه، مثل جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا، التي أصبحت من الجامعات الرائدة في مجالات الابتكار والتكنولوجيا على مستوى المنطقة. كما تم إدخال أساليب حديثة في التدريس والتعلم، مثل التعلم المدمج والتعليم الإلكتروني، وهي تجربة تعززت بشكل كبير خلال جائحة كورونا، عندما تم التحول السريع نحو المنصات الرقمية، مثل منصة “درسك” للمدارس، و”إدراك” و”موودل” في الجامعات.

كما حث جلالته على ضرورة ربط مخرجات التعليم بسوق العمل، ومعالجة الفجوة بين التخصصات الأكاديمية واحتياجات الاقتصاد الوطني، من خلال التوجيه نحو التعليم المهني والتقني، كما في برامج مؤسسة التدريب المهني، ومبادرات شركة “لومينوس” التي توفر تعليمًا تقنيًا متطورًا بشراكة مع القطاع الخاص. وقد ساهمت هذه المبادرات في إحداث تغييرات جوهرية في طريقة تفكير الطلبة وتوجهاتهم، حيث بدأ الكثيرون يدركون أهمية التميز والكفاءة، وليس مجرد الحصول على شهادة جامعية.

ورغم التحديات التي تواجه التعليم العالي، مثل ضعف التمويل وهجرة العقول وارتفاع نسب البطالة بين الخريجين، فإن الأردن ما زال يتمتع بميزة نسبية في قطاع التعليم، تتمثل في الكفاءات الأكاديمية، والانفتاح على العالم، واستقبال أعداد كبيرة من الطلبة العرب والأجانب، لا سيما من فلسطين والعراق والخليج العربي. وقد احتلت بعض الجامعات الأردنية مراتب متقدمة في التصنيفات الدولية، مثل جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية، التي صنّفت ضمن أفضل 500 جامعة على مستوى العالم في بعض المؤشرات.

وقد وجه جلالة الملك باستمرار إلى ضرورة تحويل التحديات إلى فرص، من خلال الاستفادة من الطاقات الشابة، ودعم البحث التطبيقي، وتشجيع الجامعات على أن تكون بيئة إنتاج فكري وابتكار علمي، كما في مبادرة “المستودع الوطني للرسائل الجامعية” التي توفر قواعد بيانات معرفية ضخمة تساعد الباحثين، أو إنشاء حاضنات الأعمال في الجامعات، مثل “iPARK” و”TechWorks”.

في هذه الذكرى الوطنية الغالية، نستذكر الدور المحوري الذي لعبه جلالة الملك عبدالله الثاني في دفع مسيرة التعليم العالي نحو آفاق أوسع، حيث كان التعليم ولا يزال في صلب اهتماماته وتوجيهاته، إيمانًا منه بأن العلم هو الأساس الحقيقي لتقدم الأمم وازدهارها. وإن استمرار العمل بروح التحديث والتطوير، وبالشراكة بين المؤسسات التعليمية والقطاعين العام والخاص، كفيل بتحقيق المزيد من الإنجازات، وبناء مستقبل تعليمي يرتقي بطموحات الشباب الأردني، ويجعل من الأردن نموذجًا في جودة التعليم العالي في المنطقة والعالم.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :