facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




وزارة الثقافة .. "بيت الهوية الوطنية الاردنية"


فيصل تايه
15-06-2025 05:12 PM

في الوقت الذي اخذت فيه حكومة دولة الدكتور جعفر حسان على عاتقها ومن خلال "بيانها الوزاري" تعزيز الهوية الثقافية المرتبطة بالثوابت الوطنية ودورها في تدعيم السردية الوطنية التاريخية ، من خلال ذراعها التنفيذي "وزارة الثقافة" ذلك بتطوير مؤسساتها المختلفة وتحفيزها، ودعمها وتوسعة مجالات عملها وتنويع نشاطاتها ، فقد سعت "وزارة الثقافة" الى تنفيذ مشروعاتها المختلفة ، ووفق خطتها الاستراتيجية الوطنية التنفيذية، وبقناعة مترسخة في عقلية صانع القرار بان الثقافة جزء من الصناعات الثقافية الإنتاجية التي تشكل المحفز لعجلة الإنتاج ، ورافعة للدخل الوطني ، باعتبار ان العنوان الثقافي هو عنوان واسع ، ينطلق من أن الثقافة مطلب وطني وتشكل ملفا اجتماعيا يلامس حياتنا اليومية ، وهي الجدار الأول والأخير للدفاع عن قيمنا وثوابتنا الوطنية، فهي جزء من التنمية الشاملة كما هي جزء من الإصلاح والتحديث ، ومواجهة قوى الشر والتطرف ، فحملت بذلك أعباء كبيرة ومسؤولية أخلاقية عظيمة .

اننا ومن خلال متابعاتنا لاداء الحكومة ، من الملاحظ ان "وزارة الثقافة" ، شهدت مؤخراً حراكًا نابضًا بالحيوية والنشاط ، كما ومن الملفت ان استرتيحيات عملها شهدت تطويراً متسارعاً انطلقلت من الاصرار على تجاوز الماضي ومواجهة التحديات وفحص الاحتمالات بما يصل إلى تقدير سليم للمواقف ، وينسجم مع كل الظروف والاحوال ، في محاولات جادة لانتهاج سياسات فاعلة لاحداث التطوير المنشود ، وصولاً لجوهر الانجاز بكل همة ومسؤولية ، حيث بدا واضحاً ان الوزارة اتجهت الى التفكير خارج الصندوق وبعقلية مستمدة من الثوابت الوطنية والقيم الاجتماعية ، ما يقود الى احداث نقله نوعية على صعيد المخرحات الثقافية المامولة.

اننا في ملتقى "النخبة- elite" الذي يضم كوكبة من القامات الوطنية ومن النخب السياسية والفكرية واذ نواصل نهجنا في تعزيز الانجازات الوطنية وتحفيز الايجابيات والوقوف عند السلبيات ومواجهة التحديات والإشارة الى المعيقات والمساعدة "قدر المستطاع" في تلافيها من خلال خبرات القامات والكفاءات التخصصية من اعضاء ملتقانا ، لقناعتنا ان ذلك لن يتحقق الا بملامسة الواقع بزياراتنا الى مختلف القطاعات والمؤسسة الوطنية ، فكان لنا ان نلتقي "وزير الثقافة" الاستاذ "مصطفى الرواشده" ، الرجل الوطني المثقف صاحب السعة الواسعة والمعرفة المتميزة ، والذوق الرفيع ، والذي جاء من رحم المؤسسة التربوية التي هي مهد الثقافة وهي الصرح الثقافي التربوي الاول في التنشئة التربوية والمعرفية والثقافية بأبعادها الروحية والأخلاقية والإبداعية والفنية ، لذلك كان الانتقاء الواضح ، فالوطن يحتاج لكل مخلص أمين صاحب فكر ورأي وإصلاح .

كان اللقاء في المركز الثقافي الملكي له وقع خاص ، باعتبار ان هذا الصرح الوطني الثقافي ذو معنى كبير ، فكان وقفة تأمل في حضرة الإنسانية والسمو الثقافي حيث "ثقافتنا هي الحضن الاخير لهويتنا "، وان الثقافة ضمير الاردن الذي "يحكم ولا يُحكم" ، فكان لقاءً مثرياً ومميزاً فكرياً وثقافياً ، في حوار موسع ومعمق وبحضور أمين عام الوزارة د. نضال العياصرة ومدير الدراسات والنشر د. سالم الدهام وبعض من رجالات الصف الاول بالوزارة ، حيث تناول اللقاء المشهد الثقافي الأردني بكافة أبعادها ، ومهام "وزارة الثقافة" وبرامجها ومشاريعها وخططها الاستراتيجية والتنفيذية ، والشراكات مع الهيئات الثقافية ، واهمية ارتباط الثقافة بالصناعات الإبداعية ، باعتبار الوزارة داعم وميسر ، ودور الوزارة في دعم المراكز الثقافية التي تعتبر مساحات للإبداع الثقافي ، ومتابعة المنصات الثقافية الإلكترونية لتكون مساحات للفضاء الثقافي الإلكتروني المفيد .

اننا وفي هذا اللقاء الاثرائي ، ترسخ لدينا قناعة وبعد نقاشات وتساؤلات حملت في مضامنيها استفسارات ذات عصف تساؤلي ، ان لدى قيادات هذه الوزارة والقائمون عليها انسجام تام في الرؤى والتطلعات ، كما ولديهم طموحات عريضة لملامح مشروع ثقافي متكامل من المنتظر أن يحدث نقلة نوعية في المشهد الثقافي ، في خطوات مدروسة تعكس روح العصر وتطلعات الأجيال الجديدة ، يسعون من خلاله لإعادة صياغة دور الثقافة الاردنية ، محليًا وعربيًا، لتكون في مكانتها الريادية ، خاصة وان الثقافة في الاردن تقف على أرض صلبة غنية بالصناعة الإبداعية في الحقول الثقافية المتنوعة ، وطاقات بشرية مبشرة تجاوز إبداعها حدود الوطن ، لذا فقد عملت الوزاره بنهج تشاركي ، وذهبت بعيداً لخلق بيئة تدعم الإبداع وتساهم في نموه ، وتفتح نوافذ جديدة للطاقة الإبداعية ، لتظل الثقافة سامقة في سماء وطننا .

كما وان "وزارة الثقافة" وحسب رؤية التحديث معنية بتعزيز هوية الاردن الثقافية ، من خلال الحفاظ على التراث الثقافي والأدبي والفني ، والعمل على تطويره ، من خلال عدد من الخطط الاجرائية والمبادرات والبرامج والفعاليات ، التي تجعل منها «بيت الهوية الوطنية»، وتضعها في الطليعة والمقدمة، في هذا المسعى الوطني المهم ، وكذلك فهي معنية ايضاً بتعزيز الهوية الوطنية بكل تنوعاتها وألوانها ، خاصة توثيق السردية الوطنية الأردنية، وتعزيز حضورها من خلال مختلف برامجها ، من خلال المحافظة على الهوية الوطنية الأردنية التي هي محط إجماع أردني ، فالحركة الثقافية الأردنية اليوم حاضرة وبقوة في إطار الحفاظ على الهوية الأردنية العريقة في كافة ارجاء الوطن ، لأنها تملك من التاريخ والتأثير ما يجعلها جديرة بالتقدير ، رغم أن مردود الثقافة القيمي لا ينعكس مباشرة، وإنما يحتاج إلى وقت ليطرح نتائجه بالمردود الحضاري ، لذلك فان الوزارة تعمل بالتعاون مع عدد من الخبراء والمؤرخين على تدوين السردية الوطنية ، فتحركت في جميع المحافظات بشكل أفقي كبير لتصبح نسيجًا من العملية الثقافية في الاردن .

ما سرنا "في الحقيقة" حجم الانجاز وخلال فترة زمنية وجيزة ، اذ من "الملفت" أن الوزارة أسست حديثا مديرية لثقافة الطفل ، وبدأت في إعادة إحياء مهرجان مسرح الطفل وفق أسس ورؤى جديدة، علاوة على برامج أخرى تتعلق بثقافة الطفل ، كما وأعلن عن إعادة إحياء مهرجان الأغنية الأردنية خلال العام الحالي الذي سيسهم بإطلاق طاقات إبداعية شبابية وفنانين يسهمون بتسويق الأغنية الأردنية التي تحمل سرديتنا الوطنية من صلب تراثنا ووجداننا الثقافي.

كما وتقوم الوزارة وعلى صعيد البرامج الثابتة باستكمال برنامج المدن الثقافية الذي بدأ عام ٢٠٠٧ ، وتواصل برنامج الألوية الثقافية ، هذا البرنامج يقوم على فلسفة توزيع مكاسب التنمية، وتنشيط الحركة الثقافية في المحافظات ، حيث تم اختيار عدد من الألوية في المخافظات لهذا العام ، ناهيك عن مواصلة الوزارة تنفيذ برنامج مكتبة الأسرة، ومهرجان القراءة للجميع والذي يقوم على توفير الكتاب كمصدر للمعرفة بأسعار رمزية، في مختلف حقول المعرفة الأدبية والعلمية، ويناسب اهتمامات الأعمار والحاجات لدى الأسرة، وتخصص نسبة من المطبوعات للأطفال.

ان من اهم الانجازات التي تسجل في الفترة القليلة الماضية ما أنجزته الوزارة على صعيد البنى التحتية ، ومنها افتتاح عدد من المركز الثقافية في الشمال والوسط والجنوب ، تلك المراكز اضافة الى مهمتها الثقافية تولي اهتماما كبيرا بالتعليم الرقمي والتقني ، وتعليم الفنون والحرف من خلال تزويد الشباب بالخبرات والمهارات في الفنون التشكيلية والموسيقى والحرف التي توفر لهم عملا كريما والتي تعد جزءا من الصناعات الابداعية التي توليها الوزارة عناية كبرى لتسويق الاردن ثقافيا وسياحيا.

والان ، تواصل "وزارة الثقافة" التحضيرات لإطلاق مهرجان جرش في دورته التاسعة والثلاثين التي تأتي تحت شعار "هنا الأردن ومجده مستمر"، حيث نسعى الوزارة في هذا العام كي تكون هذه الدورة متميزة بمفرداتها الوطنية، وأن تركز على المشاركة الفاعلة للفنان والمثقف الأردني، وتوفر الفرصة لتمكين الشباب والمرأة، وتتيح مساحة للمجتمع المحلي لتقديم منتجه الحرفي الذي يعبر عن قيمه الحضارية العريقة .

واخيرا ، ومن أجل تحقيق أهداف الثقافة في ضوء السياسة الثقافية للأردن ، يجب أن تبني وزارة الثقافة مفهوم الإعلام الثقافي ، ما يستوجب أن تسعى الدولة إلى إيجاد القنوات الإعلامية الثقافية التي تكون قادرة على تحقيق أهدافنا الوطنية إعلامياً لتصل إلى كل فرد في المجتمع محليا وعربياً وذلك بدعم كل التوجهات القائمة على ذلك ، والعمل على إيجاد الكوادر البشرية الإعلامية المتخصصة في هذا المجال ، وبالتعاون مع المؤسسات الثقافية والإعلامية والاجتماعية والمراكز ذات الصلة ..

بقي ان اقول يا "وزارة الثقافة" بعد كل تلك الإنجازات والتي لا تقدر بثمن .. جهودكم مباركة .. ربي يحماكم .. دمتم ودام الوطن

والله ولي التوفيق

مع تحياتي..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :