الملك وولي العهد .. رسائل ثابتة وواضحة
د.امجد أبو جري آل خطاب
15-06-2025 07:16 PM
في ظرف إقليمي ودولي معقد، جاءت رسائل القيادة الأردنية واضحة لا لبس فيها، مؤكدةً أن مصلحة الأردن العليا فوق أي اعتبار. ففي اجتماعين منفصلين، الأول عقده جلالة الملك عبدالله الثاني مع شخصيات سياسية وإعلامية، والثاني عقده سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله في القيادة العامة للقوات المسلحة، برز موقف الدولة الأردنية بثقة وثبات: لا مساومة على النهج، ولا تراجع عن القيم التي تأسس عليها هذا الوطن.
الرسالة الداخلية كانت مباشرة: الأردن وكما عهدناه، يقدم مصلحة الوطن والمواطن على أي حسابات ظرفية أو ضغوط خارجية، فهذا الثبات امتداد لتجربة طويلة خاضها الأردنيون بقيادتهم في ظروف صعبة ولم تنحرف فيها البوصلة عن هدفها الأصيل.
تبرز الحاجة إلى الالتفاف حول مؤسسات الدولة وقيادتها، ففي ظل ما نشهده من حملات تضليل وإشاعات ممنهجة يغذيها الذباب الإلكتروني، يصبح التحلي بالوعي والتمسك بالثقة في الأجهزة الأمنية والعسكرية واجباً وطنياً.
أما الرسالة الخارجية فلم تقل وضوحاً: الأردن ليس طرفاً في أي صراع إقليمي لا يعنيه، ولم يكن يوماً ساحة لتصفية الحسابات. فموقفه من الاعتداءات الإسرائيلية على إيران كان واضحاً، يرفض التصعيد ويدين المساس بسيادة الدول، ومن حقه اتخاذ ما يراه مناسباً لحماية أمنه ومصالحه العليا.
ما تقوم به القيادة هو ترسيخ لمبدأ: السيادة أولاً، والمصلحة الوطنية فوق كل الاعتبارات. الأردن لم يكن يوماً دولة تُجر او تُستدرج، بل دولة صاحبة موقف تحسب خطواتها جيداً وتضع أمنها واستقرارها فوق كل اعتبار.