facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




السماء سماؤنا، والفضاء ظل جناحنا


أ.د سلطان المعاني
17-06-2025 10:24 AM

السماءُ سماؤنا. نرفع رؤوسنا، فلا نرى في الزرقة سوانا. لا شريك لنا في هذا الاتساع، ولا غريب يدنو من مدى الضوء الذي يخصنا. هنا الحدود نبضٌ في القلب، وعرقٌ في الجبين، وصدى في الذاكرة. لا يقاسمنا أحد الفضاء. كل شبرٍ من سماء الوطن لنا. كل نسمةٍ، كل غيمةٍ عابرة، كل نجمٍ يبرق فوق جبالنا وودياننا—هو شهادة على السيادة. والسيادة شعور يسكب في الروح، يقظةً في العيون، وعشقًا للأرض لا يبلى.

إن وقفنا؛ نقف صفًا واحدًا. لا ننحني لعابرٍ ولا نسمح لغريبٍ أن يمسّ ظلنا. خندق الوطن يحتضننا: جنودًا، عشاقًا، ناسجين للأمل بين رصاصتين، وباذلين القلب على رايةٍ لا تنكس. والأردنيون إن أحبوا، شقوا للكون طريقًا من نور، واقتسموا مع الشمس تلاوين العشق. نحب الوطن كما يُحب النسر الفضاء: لا يرضى إلا بأعلى القمم، ولا يهاب إلا الله. الحب هنا فعلٌ متجددٌ، وحصنٌ يُشيّد كل صباح من الإرادة، وسيفٌ لا يصدأ. إذا تلاقت القلوب على الوطن، صار الكونُ ضيقًا على عشقهم، وتوحدت الأزمنة في لحظة وفاء. أردننا: سماءٌ لا يغشاها دخيل، وأرضٌ تثمر حتى في عز العتمة، وناسٌ إن غضبوا كانوا عاصفة، وإن أحبوا كانوا معجزة.

نحنُ نحنُ، هذا وحده كافٍ ليفتح أبواب المجد ويغلق نوافذ الطامعين. السيادة فينا منطق ودم، وتاريخ ينسج المستقبل. هنا، في رحاب هذا الوطن، كلُّ حجرٍ يحملُ حكاية، وكلُّ نسمةٍ تتضوع بعبقِ من مرّوا وتركوا أرواحهم معلّقةً بين زهر الرمان وظلال الزيتون. نحن أبناء الضوء الذي لا ينطفئ، أبناء الأرض التي إن عطشت روّاها نبضُنا، وإن جار عليها الزمان كان وفاؤنا سدًّا لا يُخترق. فينا امتزجت حكايات الجدود بأحلام الأطفال، فصرنا نكتب للأرض قصيدة كل صباح، ونسكب على جبينها قُبلة كل مساء. نحن النهر إذا جفّت الجداول، والسهل إذا ضاقت الجبال، والصوت إذا سكن الكلام. لنا في الوطن جذور لا تُرى، وأجنحة لا تُكسر، وحنين لا ينتهي، وعشق يسكن الشرايين. نغار على سمائنا كما يغار العاشق على محرابه، نرسم حدود السيادة بنبض قلوبنا، ونحرس الفضاء بعيونٍ لا تنام.

في حضرة الوطن، يغدو الحرف صلاة، ويصير الصمت نشيدًا لا يُسمع إلا بقلوب المخلصين. نحن الذين خضّبنا تراب البلاد بعرقنا وأحلامنا، نقشْنا على صخورها أسرار العزيمة، وعلى ضفاف أنهارها أغنيات الصبر. إذا تحدّثت الريحُ بلغتنا، عرفتْ أن للأردن نبضًا يختلف، وأن خلف كل شجرة سنديان، حارسًا يحرس الذاكرة من عبث الغياب. نزرع وجوهنا في دروب الغيم كي يبقى المطر أردنيًّا، ونشدّ راياتنا في وجه الريح، لأن الريح تُحب من لا ينحني. نكتب على بوابات المساء أننا لا نفرّط في ذرّة من السماء، ولا نقايض الفجر إلا بفجر، وأن السيادة علم يُرفع، وتاريخ يُحمل على الأكتاف وسرٌ يجري في العروق. نحن أبناء الشمس حين ينام الضوء، وأبناء القمر حين تشتد العتمة، نولد كل يوم من رحم الانتماء، ونكبر مع كل قسم وُلد من أجل الوطن. هكذا نكون: أرواحنا حدود، وعيوننا حُراس، وقلوبنا وثيقة العهد الذي لا يُخرق.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :