في ضيافة الجنرال المتقاعد حميدي الفايز
د. صبري ربيحات
19-06-2025 06:01 PM
بصحبة ثلة من الأصدقاء لبينا مساء الأربعاء دعوة الفريق المتقاعد حميدي باشا الفايز احد اكثر الشخصيات العسكرية التي خدمة للبلاد وقيادتها لعقود . وبقيت قريبة من جلالة المغفور له الحسين بن طلال لعقود على العشاء في منزله العامر بعمان ..
والباشا الفايز واحدا من رجالات القوات المسلحة وشيخا من شيوخ قبيلة بني صخر والاردن الذين تؤنسك مجالستهم . بالنسبة لي ولجيلي من الاردنيين الذين شهدوا فترة الربع الاخير من القرن العشرين كان حميدي الفايز قائدا للحرس الملكي ومستشار في الديوان الملكي لشؤون العشائر وقد مثل صورة جميلة رسخت في الاذهان .
لانه واحدا من الذين لازموا جلالة الراحل العظيم ردحا من الزمن فقد علقت صورة الجنرال البدوي الذي زين الشيب عارضيه وانتظمت صفوف الأوسمة البراقة على صدره كلوحة زاهية الجمال تعبر عن التقدير الذي حظي به خلال رحلة عمره الوظيفي .
كانت اناقته العسكرية لافتة فهو يقظ متحفز تشعر ببصره يجول المكان بكل حرص وحذر وحضور . يتحرك بخفة ورشاقة وزهو ومهابة في حضرة جلالة الملك ويرقب الفضاء بعيون الصقر التي لا يفوتها شاردا او واردا ...
لقد كان الباشا ولا يزال قادرا على اكسابنا عدوى الفرح فهو يحتفي بضيوفه ويكرمهم ويكرس كل انتباه لمن يجالسه وتفيض عيونه فرحا كلما مر على ذكر ايام الكلية العسكرية او جاء الحديث على ذكر واحدا من رفاق الجندية الذين زاملهم او عملوا بإمرته.
الباشا كان ولا يزال واحدا من الرجال الذين استهلوا كل يوم عمل بنشيد " اني لأقسم بالاله ..قسمأ تخر له الجباه....اني سأخلص للمليك ..وللبلاد مدى الحياة ...ان لا اخون التاج معتمدا على عمد سواه " .
على مائدة الباشا التي اجتمع عليها أصدقاء الباشا ورفاق العمل والمحبين اخذنا حديث الباشا في جولة الى اوائل القرن الماضي وكيف كانت الحياة في البادية الوسطى وتحدث عن ايام الاردن وحياة الاهل والاجداد كما عرفها .ولا يخلو حديثه ككل الجنود والجنرالات من الحب والأماني للاردن الذي يرونه تاجا على الجبين...
توقف ابو نايف وهو يمسك بخيط الزمن عند المفاصل التي وجد الاردنيون انفسهم يصطفون بحسهم الغريزي لحماية بلدهم والذود عن الحمى وهم يتحلقون بأخلاق الفروسية وعزة النفس التي تترفع عن الصغائر وتفضل المنية على الدنية ...
جنرالات قواتنا المسلحة والرجال الذين خدموا بلدهم ولم ينتظروا يوما ان يحولوا ما يقوموا به من خدمة الى سلعة يطلبون ان يكافأوا عليها هم رأسمال بلدنا ووديعته وذخره الذين لا ولن يتوانوا عن تلبية نداء الواجب الذي يفهمه كل واحد منهم بغريزته لا بالنداءات ولا بالتذكير..
الشكر للباشا على طيب الملقى وكرم الضيافة والمحبة التي تفيض من وجهه وطلته التي احببناها وبقيت صورة من صور ذاكرتنا التي لا ولن تمحى .