جمالُ الإنسانيّةِ .. كما جسّدها لاعبو النّشامى
هبة الكايد
20-06-2025 11:57 PM
كان يمكن لهذا اليوم أن يمرَّ كغيرِه من الأيّام، لولا تلك اللّفتة الدّافئة التي خطّتها أقدام نجوم منتخبنا الوطنيّ، وهم يدخلون غرف مركز الحسين للسّرطان، حاملين معهم شيئًا أبعد بكثير من شهرتهم الكرويّة أو مهاراتهم في الملاعب، فقد حملوا قلوبًا تنبض بالعطاء، وأرواحًا تفيض حُبًّا وحنانًا لأطفالٍ لا يملكون إلّا الأمل.
كتبتْ سموّ الأميرة غيداء طلال كلماتها بعفوية ملؤها الفخر: “كان يومًا رائعًا بصحبة أبنائي حسين ورجاء ومحمّد خلال زيارة لاعبي منتخبنا الوطنيّ في كرةِ القدم الرّائعين لأطفال مركز الحسين للسّرطان، وكانت فرحة الأطفال لا تُوصَف بوجود يزن النعيمات، وعلي علوان، وعامر جاموس. هكذا هم النّشامى، مبدعون في الملاعب، وفي عطائهم الإنسانيّ.”
وما إن قرأتُ هذه الكلمات، ورأيتُ وجوه الأطفال تلمع بفرحٍ لا يُشترى، حتى فاضت عيناي دموعًا… لا حزنًا، بل تأثّرًا بجمالِ الإنسانيّة حين تتجلّى على هيئة بسمة، أو لمسة، أو حتّى لحظة واحدة تنقل الطّفل من عتبة الألم إلى حديقة الفرح.
ما أجمل أن نكتشفَ أنّ وراء كلّ نجمٍ حقيقيٍّ إنسانًا أكبر من كلِّ إنجازاته، إنسانًا يعرف أنّ الشهرةَ لا تكتملُ إلّا عندما تُستثمر في مواساة من يحتاج، وأنّ البطولةَ ليست في تسجيل الأهداف فقط، بل في تسجيل لحظات فرحٍ لا تُنسى في ذاكرة طفلٍ يقاتل المرض بكلِّ ما فيه من شجاعة.
العمل الإنسانيّ لا يقتصر على المال أو المؤسّسات، بل هو روحٌ تفيض في الوقت المناسب، وفي المكان المناسب، لأشخاصٍ هم في أمسِّ الحاجة إليه؛ هو أن تُفرغ قلبك من حسابات الربح والخسارة، وتملأه فقط بحسابات الرحمة والنيّة الطيّبة.
وها هم نشامى الوطن، لم يخذلونا قط.. لا في ساحات الرياضة، ولا في مواقف الرجولة، ولا في إنسانيتهم العذبة التي تليق بوطنٍ اسمه الأردنّ، وفي ظلّ أجمل قائدٍ لبلاده على وجه الأرض.