الأردن بأهله وجباله وترابه ومائه شامخ بملك يحمل بين جوانحه روحًا نقية ويقينًا راسخًا بأن السلام هو السبيل الوحيد لكرامة الإنسان وأمن الشعوب فهو الملك عبدالله الثاني ابن الحسين قائد استثنائي اجتمعت فيه صفات الشجاعة والحكمة والرحمة والعدل ومنذ اعتلائه العرش عام 1999 وهو يسير بالأردن بثبات نحو المستقبل رغم ما يحيط بالمنطقة من اضطرابات وصراعات.

لم يكن الملك عبدالله الثاني حاكمًا عاديًا بل كان صاحب رسالة إنسانية كبرى حملها في المحافل الدولية بكل إيمان وصدق فدافع عن القضايا العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ورفض المساس بالمقدسات ودعا إلى حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وظل الصوت العربي الهادئ الثابت في وجه العواصف والخطابات المتشنجة.

على الصعيد الدولي تمكن الأردن بقيادته من الحفاظ على مكانته كشريك موثوق وصوت متزن يسعى إلى تهدئة الصراعات ورفض التطرف بكافة أشكاله حيث ساهمت مبادراته المتواصلة في تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات وتمكين قيم التسامح والتفاهم في وقت تتنامى فيه النزاعات وتضيع فيه البوصلة الأخلاقية.

لم تكن السياسات الخارجية منفصلة عن الداخل، بل كان الملك يسعى دومًا إلى تحقيق التوازن فحرص على استقرار الجبهة الداخلية وعمل على تعزيز الديمقراطية وتطوير الحياة السياسية وتشجيع الاستثمار وتحسين البنية التحتية وإطلاق المبادرات الاقتصادية والاجتماعية التي تعود بالنفع على المواطنين خاصة فئة الشباب الذين آمن بقدراتهم وراهن على طاقاتهم.

الملك عبدالله الثاني يمثل نموذجًا نادرًا لقائد يعرف العالم قدره ويستمع له ويقدره لأنه لم يتاجر بالقضايا ولم يركب موجات العنف بل اختار طريق الصبر والبناء والثبات ولأن الأردن ظل في عهده واحة أمن واستقرار ومركز اعتدال وحكمة فقد نال احترام الشرق والغرب على حد سواء.

وإذا كان السلام اليوم غاية بعيدة المنال في كثير من بقاع الأرض فإن صوت الأردن بقيادة جلالة الملك ظل ينادي به دون تردد وظل يؤمن بأن لا أمن دون عدالة ولا مستقبل دون كرامة ولا استقرار دون احترام متبادل بين الأمم.

إن الملك عبدالله الثاني ابن الحسين هو عنوان من عناوين الاستقرار والاتزان في عالم لا يهدأ وهو حامل راية السلام بلا ضجيج وصاحب كلمة مسموعة في زمن كثر فيه الصخب وقل فيه الصدق.

حفظ الله الأردن وحفظ مليكه المفدى وولي عهده الأمين وسدد خطاهم لما فيه خير البلاد والعباد.