facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الانقسام والهوية


د.سالم الدهام
25-06-2025 04:23 PM

في علم البيولوجيا يلعب الانقسام دورا حيويا في حفظ الأنواع الحية، وهو سر من أسرار استمرار الحياة بدءا من الكائنات وحيدة الخلية التي تتكاثر مباشرة بالانقسام دون الحاجة إلى التزاوج، وانتهاء بالكائنات التي تتكاثر بالتزاوج الذي ينتج كائنات وحيدة الخلية تستمر في الانقسام المتساوي لإنتاج كائن حي قد يكون بشرا سويا.

في كل عمليات الانقسام التي تحدث داخل الخلايا الحية يكون ذلك من خلال نظام سيطرة طبيعي محكم يؤدي إلى انتقال الخصائص الوراثية التي تضمن أجيالا من الخلايا تنتهي بإنتاج كائنات حية صحيحة، ومتطورة باستمرار، تنتخب أحسن ما في الخلية الأصل لتنقله إلى الخلية الجديدة، وهذا ما يفسر التطور البيولوجي الطبيعي للحياة والبشر؛ فإنسان اليوم أكثر كفاءة وحضورا وتأثيرا على مسرح الحياة من إنسان العصور السحيقة .

المهم أن عمليات الانقسام البيولوجي بالرغم من كونها تحدث بشكل تلقائي ومستمر لا علاقة لها بالقدرة والكفاءة الخاصة بالكائن الحي ... وبالرغم من كونها مبرمجة وتلقائية إلا أنها في الوقت نفسه عمليات واعية ودقيقة تكشف عن وجود عقل(كمبيوتري) خاص بكل خلية من خلايانا يسمح بإنجاز عمليات حيوية معقدة لو ترك أمرها لقدراتنا الخاصة لفشل كثير منا في القيام بأبسط العمليات الفسيولوجية التي يمارسها دون أدنى تعب أو مشقة مستيقظا أو نائما، ظنا منه أنها عمليات بسيطة وتافهة، يحدث ذلك كله بدقة متناهية بالرغم من حدوث بعض الطفرات نادرة الحدوث.

ما أود قوله ان ما نشهده من انقسام مجتمعي حاد غير مسبوق حول مسائل وموضوعات وأفكار باتت تتحول من ركائز ومعالم وقواسم عامة تشكلت بفعل التنشئة والوعي الجمعي، ووحدة عناصر الهوية الاجتماعية والفكرية القادمة من روافد وطنية مشتركة لطالما وجهنا إليها سيد البلاد جلالة الملك المعظم حفظه الله... إلى وجهات نظر تحتمل أشد أنواع الجدل، وغالبا ما تتحول إلى مناكفات سطحية وعقيمة هدفها تسجيل نقاط في مرمى الخصومة النمطية القائمة على مبدأ المغالبة والعناد( المكاسرة) ... ومن المؤسف أن المتغالبين في لا يستندون إلى مرجعيات واضحة... سوى الإصرار على عملية انقسام غير واعية تفرط بكثير من العناصر المشتركة النافعة التي تكونت بعد عمليات فرز طبيعية وشاقة ومعقدة جدا أنتجها الضمير العام عبر التاريخ وبرمجها العقل الجمعي الذي يقيم في مكان آمن ومحصن من البراجماتية المطلقة، والنفعية المجردة، وهبات الوعي الخماسينية الساخنة التي باتت تصنف الناس بين إيرانيين وصهاينة.
‏‏
إن استمرار هذا الانقسام بالطريقة التي نشهدها الآن إنما يؤشر على فشل ذريع في قدرتنا نخب ومؤسسات وأفراد على خلق إطار حضاري جمعي واع، ومظلة ضافية منسوجة من شعر ماعزنا وصوف أغنامنا، منصوبة فوق أعمدة من حكمة عقلائنا، وائتلاف نبلائنا ، رواقها تضحيات الآباء والأجداد، وبساطها تراب الأرض الممزوج بعرق الفلاحين ونجيع الأولين والآخرين... بعيدا عن فذلكة بعض الساسة المتخذلقين ممن أوردونا ثم أصدرونا ضامئين.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :