عام هجري جديد .. وأمل يتجدّد
هبة الكايد
27-06-2025 12:02 AM
في هذا اليوم الذي يُطلّ فيه علينا شهرُ محرَّم ليُعلن بداية عامٍ هجريٍّ جديد، ويُعيد إلى الذاكرة حدثًا مفصليًّا غيّر مجرى التاريخ؛ وجدتُ أن في جُعبتي كلماتٍ تتخذ جانبًا آخر يندرج تحت مفهوم الحكمة، ولا يتعلق بالتهنئة أو إعادة سرد قصة الهجرة نفسها.
فصحيح أنّ الهجرة النبويّة الشريفة حدثت حين غادر النبيّ محمّدٌ صلّى الله عليه وسلّم وصاحبه الصدّيق مكّة المكرّمة قاصدَين المدينة المنوّرة، وحاملَين معهما نور الرسالة، وأمل البناء، وعزمًا لا يلين، ولكن ما يجب معرفته أن هذه الهجرة لم تكن فرارًا من الضعف، بل انتقالًا من ضيق الواقع إلى رحابة الأمل، ومن الاضطهاد إلى تأسيس دولةٍ تسودها القيم، ويعلو فيها صوت الحقّ.
وهنا مفصل هذا المقال؛ فإنّ بدايتنا للعام الجديد هي تذكيرٌ بأنّ كلّ إنسانٍ قادرٌ على أن يُهاجر لا بالأقدام، بل بالنوايا والعزائم؛ وهي كثيرة: قد تكون من الذنب إلى التوبة، ومن التخاذل إلى اليقين، ومن التشتّت إلى الاستقرار، وغيرها الكثير، كلٌّ حسب ظروفه ونظام حياته.
فالعام الجديد هو بمثابة فرصةٍ نُراجع فيها ما مضى، لا لنجلد أنفسنا، بل لنحتضنها ونُرمّم ما انكسر فيها. هو فرصةٌ لنحيا بنوايا أوضح، وقلوبٍ أكثر امتنانًا، وخُطًى أكثر ثباتًا نحو ما نستحق. ولا بدّ أيضًا أن نُجدّد الدعاء بأن يكون عامًا يملؤه الخير والسلام، ويُرفع فيه البلاء عن ديار الأمتين العربية والإسلامية، وتُشرق فيه الأرواح بالبصيرة، والقلوب بالإيمان، والنفوس بالطمأنينة.