سنبقى على العهد والوعد يا جلالة الملك
فيصل تايه
29-06-2025 08:52 AM
بداية، دعوني أوجه رسالة شكر وفخار وامتنان باسمي وباسم زملائي افراد تكويننا التربوي العتيد العاملين في مختلف القطاعات التربوية لمولاي المعظم "جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين" على مكرمته السامية الاخيرة للمعلمين ، والتي هي غيض من فيض مكرمات الهاشميين تجاه هذه الفئة الغالية من ابناء الوطن ، فقد جاءت في وقتها وعكست تقدير "جلالته" الكبير لدور المعلم المحوري في بناء الأجيال ، هذا التقدير الذي يرفع من معنويات المعلمين ويحفزهم على بذل المزيد من الجهد والعطاء في رسالتهم السامية ، بل ويعزز فيهم الشعور بالأمان والاستقرار الوظيفي والاجتماعي ، مما ينعكس إيجابًا على أدائهم والارتقاء بجودة مخرجاتنا التعليمية .
ان مكرمتكم السامية "جلالة الملك" أراحت النفس وخاطبت شغاف قلب كل معلم ، فلم تكن مجرد حافز مادي ، بل دليل على المكانة الخاصة للمعلم في قلب ووجدان "جلالتكم" ، وهي رسالة واضحة تؤكد المكانة الرفيعة التي يحظى بها المعلم في المجتمع الأردني تقديراً لتضحياته وجهوده ، فقد تتجاوزت البعد المادي لتُرسخ في مضمونها النبيل عدة دلالات عميقة وتخدم أهدافًا سامية ، لقناعة جلالتكم ان لا يسمو لقب ولا تعلو مكانة على مكانة المعلم .
اننا يا "جلالة الملك" نقدر عالياً توجيهاتكم الجليلة الدائمة وسعيكم الدؤوب في دعم مكانة مهنة التعليم بمؤهلاتها وخبراتها ونظمها التشغيلية ، وصولاً الى تمكين المعلم في منظومة المدرسة الاردنية ، وتحفيزه وتعزيز قدراته التخصصية والمهنية ، وتثمين جهوده الوطنية في إعداد جيل يواكب التحديات ، ومتطلبات مهارات المستقبل ، وبما ينعكس إيجاباً على تعزيز المنظومة التعليمية وتحقيق المستهدفات وتطوير السياسات والتشريعات التربوية لبناء منظومة تربوية عصرية متكاملة .
إننا كمعلمين وبتوجيهاتكم السامية وبفضل رعايتكم سنكون عند حسن ظنكم ، نعمل مع ابناء هذا الوطن الغالي على تنفيذ رؤيتكم الطموحة للوصول الى تعليم رفيع المستوى ، قادر على تحقيق التنافسية باعتباره الكفة الراجحة في عالم ينطلق بتصوراته وأفكاره ونهضته وقناعاته وصولاً الى خريجين يتمتعون بقدر عال من المعرفة والكفاءة ، وهذا ما نسعى إلى تطبيقه بادارة وتوجيهات ذراع الحكومة التنفيذي "وزارة التربية والتعليم" ، فبهمة ربانها والمخلصين من أبنائكم في سلك التربية والتعليم سنصل الى مخرجات إنتاجية تحمل مستقبل الاجيال وتلبي متطلبات الألفية وتجد توازناً بين مختلف احتياجاتنا بكل همة ومسؤولية .
ثقوا تماماً "مولاي المعظم" اننا لن نكون الا الجنود الأوفياء في مشروع التحديث الشامل الذي تقوده "جلالتكم" ، ويعضدكم فيه سمو ولي عهدكم الأمين ، لقناعتنا ان رهان الاردن في السنوات المقبلة "الاستثمار في التعليم" لأنه القاعدة الصلبة للانطلاق نحو المستقبل ، ولا يمكن لأي استراتيجية أو رؤية حول التعليم أن تحقق النجاح من دون وجود معلم متميز ، مدرك لأهمية دوره ، ويمتلك القدرات التي تمكنه من القيام بهذا الدور ، فمن هنا جاء الدعم الكبير من قبل "جلالتكم" للمعلم ، إيمانا بأن المعلمين شركاء أساسيون في بناء حاضر الوطن ومستقبله ، فمهما كانت المتغيرات والتحولات التي تشهدها المنطقة فانها تزيد من أهمية مسؤوليتنا الوطنية الكبرى في تخريج الأجيال المشبعة بقيم الوطنية والانتماء والحب لبلدها والمؤهلة لرفع راية الوطن في مضمار التنمية والتقدم والرقي ، والمحصنة ضد مؤامرات قوى التطرف والظلام والجهل التي تستهدف عقول أبنائنا لنشر سمومها وأفكارها المنحرفة.
مكرمتكم "جلالة الملك" وصلت قلوبنا المؤمنة بسردية الدولة الأردنية ، ونعدكم مولاي المعظم ان نبقى كما "عهدتمونا" على العهد والوعد ، مؤمنين بهذا الوطن مبدأ وعقيدة ، وسنظل مستمرين في رواية هذه السردية المجيدة وبكل أمانة ، وبأعلى درجات الفخر والاعتزاز ، لحرصنا على تعميقها ، وتحذير حب الوطن وروح المسؤولية في أذهان أبنائنا وبناتنا ووجدانهم .
نعلم تماماً أن "جلالتكم" تطمحون إلى دور أكبر وأكثر مواكبة وفعالية للمعلم لاسيما مع الرغبة الكبيرة وحجم التطلعات التنموية والطموحات الوطنية التي لا سقف لها والتي يشكل الإنسان محورها وركيزة أساسية في استدامتها وهو ما يستدعي منا جميعا حشد طاقات الميدان التربوي لخوض غمار المرحلتين الحالية والمستقبلية بواقعية وجدارة .
اننا اليوم نعدكم ، اننا سنظل رمزاً للعطاء والبذل ، لأننا واثقون ان مكانتنا ستظل مكانته كبيرة ، ومحفوظة في ذاكرتكم وفي نفوسكم ، ولن يغب واقعنا عن أولويات جلالتكم ، فنحن دوما حاضرون ، وسنكون باذن الله تعالى الركن الأساسي في معادلة الإنجاز الوطني ، وسنبقى ندعم ونساند جهود دولتنا الأردنية والحكومة بمختلف السبل بما يحقق أعلى درجات التقدم بكل قدراتنا ومهاراتنا ، حتى نظل منارة للعلم ومشعلاً يضيء دروب الخير لوطننا العزيز الغالي وأبنائنا وأجيالنا القادمة.
ودمتم سالمين
والله ولي التوفيق