facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




العبادي يفكك مفهوم "السامية" ويستبدله بـ"الثمودية العربية الأردنية"


01-07-2025 12:17 AM

عمون - في طرح علمي وتاريخي غير تقليدي، قدّم المفكر والمؤرخ الأردني الدكتور أحمد عويدي العبادي قراءة نقدية معمّقة لمفهوم "السامية"، واضعًا إياه تحت مجهر التحليل العلمي والمراجعة المعرفية، في كتابه الجديد الموسوم بـ "مملكة الأنباط الأردنية (500 ق.م – 130 م)"، حيث يطرح استبدال هذا المفهوم الاستشراقي المصطنع بمصطلح أكثر دقة وتأصيلًا: "الثمودية – العربية – الأردنية".

وفي مقدمة الكتاب، يتوقف الدكتور العبادي عند جذور مصطلح "السامية"، موضحًا أنه وُلد في أروقة الاستشراق الأوروبي، حين اجترحه المستشرق الألماني أوغست لودفيغ شلوتسر عام 1781م، مستندًا إلى تقسيم توراتي لا سند له في القرآن الكريم ولا أصل له في علم النقوش أو التأريخ الحضاري، ويستند إلى تصنيف أبناء نوح الثلاثة: سام، حام، ويافث. وهو ما يصفه العبادي بأنه خرافةٌ لغوية-عرقية لا تستقيم أمام النص القرآني، الذي لم يذكر لنوح أبناء سوى ابنٍ واحد كفر بالله وغرق في الطوفان، كما في قوله تعالى: ﴿وَنَادَىٰ نُوحٌ ٱبْنَهُۥ وَكَانَ فِى مَعْزِلٍۢ يَـٰبُنَىَّ ٱرْكَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ ٱلْكَـٰفِرِينَ... فَكَانَ مِنَ ٱلْمُغْرَقِينَ﴾ [هود: 42-43].

ويطرح د. العبادي تساؤلًا نقديًا جريئًا:"كيف يُمنح النص التوراتي سلطة تصنيفية على البشر واللغات، بينما يُهمل النص القرآني الذي لم يشر أصلًا إلى أبناء نوح الثلاثة؟ أليس هذا خرقًا للمنهج المعرفي، وسببًا كافيًا لإعادة النظر في كثير مما نُسلّم به دون تمحيص؟"

ويضيف أن "السامية" ليست سوى غطاء لغوي مزيّف صيغ بهدف تمرير أجندات استعمارية، من أبرزها تسويق الوجود الاسرائيلي على أنه "عودة طبيعية" إلى أرض الأجداد "الساميين"، ما يمنح الاحتلال شرعية وهمية عبر مصطلحات ملفّقة لا جذور علمية أو دينية لها.

في المقابل، يطرح د. العبادي بديلًا علميًا يرتكز على الأدلة الأثرية والحقائق النقوشية والبيئة الجغرافية الأصيلة، وهو مفهوم "الثمودية – العربية – الأردنية"، بوصفه الإطار الحضاري الحقيقي لهوية شعوب المنطقة، بدءًا من ثمود، والأدوميين، والمؤابيين، والعمونيين، والأنباط، واللحيانيين، والصفائيين، والقيداريين، والباشانيين، وأهل مملكة بيريا الأردنية، وصولًا إلى نشوء اللغة العربية ذات الجذور الثمودية.

ويُبرز د. العبادي أن أرض الأردن كانت مهدًا لحضارة ثمود الذين خلدهم القرآن الكريم بقوله: ﴿وَثَمُودَ ٱلَّذِينَ جَابُواْ ٱلصَّخْرَ بِٱلْوَادِ﴾ [الفجر: 9]، مشيرًا إلى آثارهم الشاهدة في تيماء، والحِجر، والعُلا، ومدائن صالح، وجبال الأردن الشرقية، ما يؤكد أن العرب الأوائل كانوا صُنّاع حضارة ومدنية، لا مجرد قبائل رحّل كما حاولت السرديات الاستعمارية أن تُصوِّرهم.

وفي سياق تأريخي دقيق، يُعيد د. العبادي رسم خارطة النشوء اللغوي العربي، موضحًا أن الخط العربي الحالي ليس امتدادًا لأسطورة "السامية"، بل هو نتاج تراكمي متين للهجائية الثمودية والنبطية والصفائية، التي انبثقت من قلب الأردن التاريخي. وهو يدعو إلى إعادة تسميته ليعكس أصله العربي المحلي بدلًا من نسبته إلى أوهام مصطلحية مغلوطة.

ويختم العبادي بالدعوة إلى ضرورة قيام مراكز البحث العربية والإسلامية بإعادة بناء الوعي التاريخي واللغوي على أسس علمية راسخة، تستند إلى النصوص القرآنية، والنقوش الميدانية، والشواهد الأثرية، لا على روايات توراتية شعبية أُنتجت خلال عصور الشتات السياسي والديني.

جدير بالذكر أن كتاب "مملكة الأنباط الأردنية" يُعد من أبرز الإصدارات الفكرية في العقد الأخير، حيث يجمع بين التأصيل التاريخي والطرح الحضاري، موصّلًا الهوية الوطنية الأردنية بجذورها الثقافية العريقة، ومُعيدًا الاعتبار لحضارات وثقافات محلية لطالما تجاهلتها السرديات الرسمية العالمية، من ثمود إلى الأنباط، ومن عمون إلى البتراء.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :