هل كانت عملية 7 أكتوبر مدبّرة؟
م. وائل سامي السماعين
03-07-2025 07:21 PM
إذا كانت إسرائيل تملك القدرة على تنفيذ اغتيالات دقيقة في لبنان وغزة وحتى في قلب طهران، فكيف لم ترصد أكبر هجوم على أراضيها منذ عقود؟
عملية السابع من أكتوبر 2023، التي نفذتها حركة "حماس"، شكّلت صدمة غير مسبوقة للمنظومة الأمنية الإسرائيلية. وصفتها تل أبيب بأنها "أكبر فشل استخباراتي" في تاريخها. لكن، ومع توالي التحليلات واستعراض خلفيات الهجوم، بات السؤال الأكثر إلحاحًا: هل كانت العملية مفاجِئة فعلاً؟ أم أن هناك ما هو أعمق من مجرد خلل استخباراتي؟
منذ ذلك التاريخ، نفذت إسرائيل سلسلة اغتيالات نوعية ومعقدة، طالت قادة ميدانيين في قطاع غزة، وقيادات في حزب الله داخل لبنان، وشخصيات بارزة في الحرس الثوري الإيراني، وحتى علماء نوويين داخل إيران. هذه القدرات الاستخباراتية العالية تعكس اختراقًا عميقًا للأجهزة الأمنية الإسرائيلية لخصومها، وتطرح تساؤلاً جوهريًا: كيف عجزت هذه الأجهزة عن رصد تحرك آلاف المسلحين في قطاع لا تتجاوز مساحته 365 كيلومترًا مربعًا؟
في ضوء هذه المفارقة، ظهرت فرضيات جريئة لدى عدد من المحللين، منها أن إسرائيل ربما تغاضت جزئيًا عن بعض المؤشرات الاستخباراتية لأسباب سياسية وأمنية، من بينها:
إيجاد ذريعة لشن حرب شاملة على غزة لتفكيك بنية "حماس".
توحيد الداخل الإسرائيلي المأزوم سياسيًا.
استعادة صورة الردع أمام المجتمع الدولي والإقليمي.
فرض معادلات جديدة على الحدود ومع الأطراف الداعمة للمقاومة ومنها ايران وحزب الله.
تاريخيًا، ليست هذه الفرضية جديدة، فقد أُثيرت تساؤلات مشابهة حول هجوم "بيرل هاربر" عام 1941، وأحداث 11 سبتمبر 2001، بشأن مدى معرفة السلطات بها مسبقًا، واحتمال توظيفها سياسيًا.
وحتى الآن، لم تُشكّل أي لجنة تحقيق إسرائيلية أو دولية مستقلة لتحديد حجم الإخفاقات، أو لفحص الرواية الرسمية، وهو غياب يعزز الشكوك ويُضعف الثقة بالرواية التي تقدمها تل أبيب.
وفيما ركّز الإعلام الدولي على تغطية الرد العسكري الإسرائيلي، غابت الأسئلة الجوهرية: من خطّط؟ ومن علم؟ ومن تغاضى؟
إن عملية 7 أكتوبر لن تُنسى، ليس فقط بسبب آثارها الدامية، بل لأنها كشفت هشاشة صورة الدولة التي لطالما ادّعت أنها ترى كل شيء… قبل أن يحدث.