facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




كيف تميز بين بحث علمي وإعلان مزيل الشعر


إبراهيم غرايبة
07-07-2025 04:53 PM

تتزايد مراكز الدراسات في العالم وفي الدول العربية أيضا، ويتزايد تأثيرها ودورها في توجيه المجتمعات والسلطات السياسية، لكنها أيضا تتحول في كثير من الأحيان إلى مراكز للتأثير السياسي والاجتماعي وتصميم السلوك والاتجاهات والمواقف بناء على انحيازات مسبقة أو معدة لأجل سياسات ورغبات الدول والشركات والبنوك الراعية والممولة، وفي ذلك فإنها تتحول إلى مؤسسات إعلامية ودعائية أكثر مما هي لأجل البحث عن الحقائق واختيار الأفكار والاتجاهات أو خدمة السياسات بالمعرفة الأصيلة والمحايدة.

في تقرير مطول لصحيفة نيويورك تايمز عن مراكز الدراسات فإنها لا تبدو دائما مستقلة، وتكون مساهمتها في تشكيل ومراجعة السياسات مستمدة من علاقات غير واضحة أو معلن عنها مع الشركات والسلطات، ولا يمكن كما يقول يوشاي بنكلر الأستاذ في كلية الحقوق بجامعة هارفارد الثقة باستقلالية بحوث تمولها شركات أو جهات تتفق مصالحها ما السياسات أو الاستشارات التي تتوصل (تدعو) إليها هذه البحوث. ويشير إلى حملة قامت بها شركات اتصالات عملاقة في الولايات المتحدة لمنع تشريع يمنح السلطات الاتحادية صلاحيات الإشراف والتنظيم لسوق خدمات المقدر بـ 100 مليار دولار، وقع عليها علماء وباحثون ودعموا الحملة بعشرات الدراسات والمقالات الممولة من الشركات.

ويمكن النظر إلى ما ينشر عن دراسات يقال إنها علمية عن فوائد أو مضار أطعمة وأشربة وأعشاب ومواد وفيتامينات وحالات الهلع والاستثمار التي شغلت بها حكومات وشركات ومصانع عن نقص الفيتامينات وضرورة المكملات الغذائية والتلوث وارتفاع حرارة الأرض وطبقة الأوزون والتغير المناخي، وبالطبع فإنها ليست مقولات خاطئة أو خرافية، لكنها استثمرت على نحو تجاري واحتفالي بعيدا عن روايتها ومكوناتها العلمية المفترضة.

وتؤسس حقائق لا يمكن الشك بها مثل استخدام الانترنت في الإرهاب وتمكن الإرهابيين من الوصول إلى أهدافهم اعتمادا على سياسات الحرية والتسامح في الهجرة والمساعدة لمتوالية من استطلاعات الرأي والدراسات والإحصاءات "العلمية" لتكريس سياسات تبدو منطقية ومستمدة من التعارض بين الأمن والديمقراطية وبين الحريات والعدالة، ثم تظهر دراسات ورسائل جامعية عن الأضرار التي لحقت بالاستثمار ومستوى المعيشة.

وصار مألوفا ظهور المفتين وعلماء الدين والمستشارين والخبراء والباحثين والأطباء والصيادلة والأساتذة الجامعيين والحاصلين على جوائز دولية مشهورة في أنشطة وبرامج ومؤتمرات "علمية" تمولها الشركات أو في احتفالات بمناسبات صغيرة أو كبيرة تقليدية أو إبداعية، وعلى سبيل المثال فقد افتتح مسؤول ديني صرافا آليا في مبنى المؤسسة التي يديرها، ثم قدم الاحتفال في مهرجان وصور وتصريحات ملأت وسائل الإعلام، كما يقدم موعظة تلفزيونية لا تزيد على خمس دقائق لكنها مشحونة بدعايات بنك "إسلامي" .. يقول مستشار للتسويق: العملاء يفضلون الأمر على هذا النحو.

لقد أصبحت المؤتمرات "العلمية" والدراسات والفتاوى والمشاركات الملفتة للعلماء والباحثين جزءا من أعمال ومسؤوليات مجالس الإدارة في الشركات والبنوك والتجمعات التأثيرية للصناعات ومؤسسات العلاقات العامة والتسويق بالمشاركة مع مراكز دراسات وجامعات وكليات أكاديمية، بل وصار جزءا من التركيبة الوظيفية لمؤسسات وبنوك كثيرة موقع خبراء ومستشارين علميين ودينيين. لكن لم يعد ممكنا في حالة الإغراق التي تنفذها مراكز علمية وبحثية وبتمويل من الشركات بالدراسات واستطلاعات الرأي والمقالات التي يكتبها علماء متخصصون التمييز بين دعايات مزيل الشعر والدراسات العلمية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :