التعنت الاسرائيلي في مواجهة كمائن الردع المحكمة
فيصل تايه
08-07-2025 10:33 AM
عندما تمتلك الارادة القادرة على ردع عدوك، رغم انه يتمادى في غيه وإجرامه ، سيجد نفسه ملزما بكبح جماح عنجهيته وغطرسته وغروره، لأنه أمام خصم خفي ليس من السهل إسقاطه أو السيطرة عليه ، ما دام يمتلك ألادوات الخفية ومفاعيل الرد الرادعة له، والكفيلة بتكبيده خسائر يوميه.
اليوم تفرض المقاومة الفلسطينية معادلة ردع في سياق معركتها الوجودية التي تخوضها مع الكيان الاسرائيلي المتعنت ، رغم فارق الإمكانيات والقدرات، حيث شكلت الكمائن العسكرية المعدة بدقة، والعمليات النوعية المدروسة والمخطط لها والتي تستهدف جنود الاحتلال ضربة موجعة له، قياسا بحجم الخسائر والأضرار التي يتكبدها والتي يعمد إلى التقليل منها، من باب الحفاظ على الروح المعنوية لجنوده .
اليوم ، تتواصل حرب الاستنزاف مع هذا الكيان المتعنت الذي ظن بأنه على بعد خطوات قليلة من إعلان أهالي غزة الاستسلام ورفع الراية البيضاء، معولا على جرائم الحرب والإبادة الجماعية والتطهير العرقي التي يمارسها بحق أبناء غزة في بث روح الهزيمة والانكسار وإعلان الخنوع والخضوع، ولكنه بعد ما يقارب العشرين شهرا من العدوان الإسرائيلي الغاشم والحصار الجائر، يجد نفسه أمام مقاومة تختطف أرواح جنوده في عمليات نوعية يجد صعوبة في إفشالها أو الحد منها .
انه وفي ظل الواقع الحالي ، حيث كان للعمليات النوعية للمقاومة أثرها البالغ ودورها البارز في تغيير موقف النتن ياهو وحكومته تجاه استمرارية العدوان على قطاع غزة، فذهب كالعادة للاستنجاد بحلفائه للبحث عن مخرج له من هذه الورطة، بعد أن أقنع نفسه بأن فرض الحصار على القطاع سيحقق له أهدافه دون الحاجة لمواصلة المسار العسكري الذي أثبت فشله وعجزه رغم كل الخسائر والأضرار التي خلفها في الأرواح والممتلكات العامة والخاصة .
ان حالة الصمود في غزة من العوامل التي أسهمت في تعزيز قوة الردع في مواجهة الكيان الاسرائيلي وتعنته ، رغم كل محاولات الاختراق، واللعب على ورقة استهداف النسيج الاجتماعي الفلسطيني، وتفكيك وحدة الجبهة الداخلية الفلسطينية ، وكذلك حالة الثبات الغزاوي الصادم للكيان فيما يتعلق برفضه مخططات التهجير وتشبث أهالي غزة بأرضهم ورفض كافة أشكال وأساليب المساومة، أضف إلى ذلك العامل الداخلي الإسرائيلي والذي يتمثل في الضغوطات الداخلية التي تمارسها المعارضة الإسرائيلية وأهالي الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين والتي شكلت مصدر قلق للحكومة اليمينية المتطرفة التي وجدت نفسها مرغمة على الاعتراف بنجاح حركة حماس وبقية فصائل المقاومة الفلسطينية في إجبارها على التسليم باستحالة الحسم العسكري كخيار لإعادة الأسرى والمحتجزين، وأن خيار التفاوض هو الخيار الوحيد لإبرام صفقات تبادل وطي هذا الملف، ووضع نهاية للعنجهية الصهيونية التي عملت على إفشال كافة الجهود التي بذلت من أجل إنهاء وطي هذا الملف .
بقي ان اقول ان الكيان الاسرائيلي المتعنت لا يعترف ولا يفهم إلا منطق القوة، ولا يمكن أن يكف عن حماقاته واعتداءاته إلا عندما يشعر بالندية وقوة الردع التي يمتلكها خصمه، حينها فقط سنجده يخنع ويخضع، ويسارع في البحث عن قارب نجاة ينقذه من الغرق، بعد أن وجد نفسه وسط أمواج متلاطمة في ظل رياح عاصفة عاتية، قد تحمل معها كتابة المشهد المؤلم لهذا الكيان الإجرامي المتوحش ، وخصوصا بعد أن استطال هذا الكيان المتعنت في إجرامه وتوحشه وصلفه .
والعاقبة للمتقين .