غزة: تزايد كارثي للإصابات يرهق مستشفى الصليب الأحمر في رفح
09-07-2025 02:13 PM
عمون - شهد قطاع غزة خلال الشهر الماضي تزايدًا حادًا في الحوادث المرتبطة بمواقع توزيع المساعدات، مما أسفر عن سقوط أعداد كبيرة من الضحايا. وقد أرهق هذا التصاعد النظام الصحي المدمر في غزة، ودفع بقدراته المحدودة إلى أقصى حدودها.
مستشفى الصليب الأحمر في رفح يعمل بأقصى طاقته
ويعمل مستشفى الصليب الأحمر الميداني في رفح، الذي يحتوي على 60 سريرًا ويُعد الآن آخر مستشفى متكامل العمليات في المنطقة، بأكثر من طاقته القصوى بشكل شبه يومي. ويسابق طاقمه الزمن لعلاج موجة مستمرة من الإصابات، الغالبية العظمى منها ناتجة عن إطلاق النار.
ومنذ إطلاق مواقع توزيع المساعدات الجديدة في 27 مايو تقريبًا، عالج المستشفى الميداني أكثر من 2200 مصاب بالأسلحة، معظمهم خلال أكثر من 21 حادثة جماعية منفصلة. وقد سجل طاقم المستشفى أكثر من 200 حالة وفاة خلال هذه الفترة.
إن مقياس وتكرار هذه الحوادث ليس لهما مثيل؛ ففي أكثر من شهر، تجاوز عدد المرضى الذين تم علاجهم الإجمالي الذي شوهد في جميع الحوادث الجماعية خلال العام السابق بأكمله.
شهادات من قلب الأزمة
يقول الممرض في غرفة العمليات هيثم الحسن: "في الفترات السابقة، كنا نعمل في غرفة العمليات ما بين 8-10 حالات. الآن، نحن نعمل على 30-40 حالة في اليوم وهو فرق كبير من حيث حجم العمل". ويضيف: "لدينا أشخاص يصرخون، يسارعون، يحاولون أن يكونوا الأوائل في الطابور لأنه، بالطبع، الجميع يريد أن يتم علاجه أولًا. لدينا مجموعة متنوعة من الإصابات، معظمها إصابات معقدة، إصابات ناتجة عن انفجارات، ولكن بشكل رئيسي إصابات بالرصاص."
من بين المصابين هناك أطفال صغار، ومراهقون، وكبار السن، وأمهات، وبشكل ساحق، شبان وأولاد. معظمهم يقولون إنهم كانوا يحاولون فقط الحصول على طعام أو مساعدات لعائلاتهم.
تضافر الجهود لمواجهة الطلب الهائل
لمواجهة الطلب الهائل، يدعم الأخصائيون الفيزيائيون الممرضين في تنظيف الجروح وتضميدها وأخذ العلامات الحيوية. أصبح العمال المنظفون يعملون كمسعفين، يحملون النقالات حيثما كانت ضرورية. كما تولت القابلات رعاية التسكين، بتقديم تخفيف الآلام ومسك يد من لن ينجو.
يُذكر أن مستشفى الصليب الأحمر الميداني، منذ افتتاحه، أجرى أكثر من 100,000 استشارة وأكثر من 4,600 عملية جراحية.