الصراع الوجودي بين إسرائيل وحماس يؤجج العنف
م. وائل سامي السماعين
10-07-2025 01:10 AM
بين إرهاب حماس والجهاد، وبطش إسرائيل، يضيع شعب بأكمله، يُسحق تحت وطأة صراعٍ تحوّل إلى معادلة مستحيلة: مقاومة غير منضبطة تقابلها آلة عسكرية لا تعرف حدودًا.
نرفض أن تُستهدف المدن والأبرياء باسم "المقاومة"، كما نرفض أن يُدكّ قطاع بأكمله ويُقتل عشرات الالاف تحت مسمى "الدفاع عن النفس". كلا المنهجين لا يصنعان سلامًا، بل يكرّسان دوامة من الدم والدمار.
لكن السؤال: ما الحل؟
الحل يبدأ بالاعتراف بأن الأمن لا يُبنى بالقوة وحدها، وأن الكرامة لا تُنتزع بالدم، بل بالحوار والمبادرات السياسية الجريئة.
الحل في احترام القانون الدولي، وفي إنهاء الاحتلال، وفي دعم مشروع دولة فلسطينية ذات سيادة تعيش بأمن إلى جانب دولة إسرائيل، كما نصت قرارات الأمم المتحدة مرارًا.
الحل ليس في شيطنة طرف وتمجيد الآخر، بل في الاعتراف المتبادل بالحقوق، ورفع الظلم، والجلوس على طاولة مفاوضات حقيقية لا يرعاها السلاح، بل القانون الدولي والعدالة. الحل يبدأ حين يُعترف للشعب الفلسطيني بحقه في تقرير المصير، كما اعترفت الأمم بحقوق شعوب أخرى.
الحل يبدأ حين تُسقِط إسرائيل من حساباتها فكرة الأمن المطلق على حساب كرامة الآخرين، وتُسقِط حماس او غيرها من خطابها فكرة الصراع الوجودي الذي لا نهاية له.
ان صوت العقل لا ينبغي أن يُقصى عن المشهد، فلكلٍ من الشعبين، الفلسطيني والإسرائيلي، حق مشروع في العيش بحرية وأمن، شريطة ألا يكون أمن طرف على حساب حقوق الطرف الآخر. فسلامٌ عادلٌ ومستدام لا يمكن أن يتحقق إلا بتكافؤ الكرامة والاعتراف المتبادل، والعيش جنبًا إلى جنب في إطار من العدالة والشرعية الدولية.
waelsamain@gmail.com