عمون - من د.آمال جبور - في خطوة غير مسبوقة، برمج الكونغرس الأمريكي مشروع قانون جديد، يهدف إلى تصنيف جبهة البوليساريو كتنظيم إرهابي، في إطار سياسة جديدة أكثر تشددًا تجاه الحركات الانفصالية ذات الارتباطات المشبوهة، وفق تعبير مُقترحي النص.

المشروع الذي تم تقديمه رسميًا من طرف النائب الجمهوري جو ويلسون عن ولاية ساوث كارولاينا يوم 24 حزيران 2025، قد تمت إحالته على لجنة الشؤون الخارجية ولجنة القضاء بمجلس النواب الأميركي، لبدء المسطرة التشريعية.

الى ذلك اعتبر النائب ويلسون أن الجبهة تُشكل تهديدًا للاستقرار في منطقة الساحل وشمال إفريقيا، مشيرًا إلى وجود صلات مزعومة بين عناصر من البوليساريو وشبكات إرهابية في المنطقة، من بينها جماعات موالية لإيران، وهو ما اعتبره مبررًا كافيًا لتحريك مسطرة التصنيف الإرهابي.

وإذا تم إقرار هذا المشروع بعد مروره من مجلس النواب والشيوخ، فإن ذلك سيُفضي إلى إدراج جبهة البوليساريو ضمن قائمة التنظيمات الإرهابية الأجنبية الصادرة عن وزارة الخارجية الأمريكية، مع ما يترتب عن ذلك من عقوبات مالية وقانونية تشمل تجميد الأصول ومنع الدعم أو التعامل معها داخل الأراضي الأميركية.

خطوة الكونغرس الأميركي تأتي في وقت تتزايد فيه مؤشرات الدعم الأمريكي للمقترح المغربي بشأن الحكم الذاتي في الصحراء، مقابل تصاعد الانتقادات الموجهة للبوليساريو بسبب ما يُوصف بـ”تصلبها السياسي” و”ارتباطاتها الإقليمية المشبوهة”.

ويرى مراقبون أن هذه الخطوة قد تُحدث تحوّلًا جذريًا في تعاطي الإدارة الأميركية مع ملف الصحراء، كما قد تؤدي إلى إعادة رسم موازين القوى الدبلوماسية في المنطقة المغاربية، لاسيما في ظل الموقف الحاسم للمغرب والدور المركزي الذي باتت تلعبه الرباط كشريك استراتيجي لواشنطن في القارة الإفريقية.