facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عمّان التي نُحِب، عاصمة الشباب العربي


النائب نور أبو غوش
11-07-2025 10:44 PM

عمّان التي نُحِب، مدينةٌ تنبت من الحجارة، وتزهر على سفوح سبعة جبال، تجعلكَ تعرفها كما يعرفُ أحدنا بيته، تعرفُ أزقتها وحاراتها القديمة كيف تمسك بأروقة الحداثة دون أن تنسلخ عن أصالتها، من جبل القلعة إلى اللويبدة، ومن وادي السير إلى رأس العين، تُخبرك الحجارة فيها عن ألف عامٍ مرّ من هنا، من عمّون إلى فيلادلفيا إلى عمّان، مرّت القرون وبقيت المدينة على عهدها.

عمّان، حاضرة الأردن التاريخية، تزدهي هذا العام بلقب “عاصمة الشباب العربي ٢٠٢٥” في إنجاز عربي جديد، وهي المدينة التي تشبه الشباب، في الطموح، وفي التحدّي، وفي الصبر، وفي الحلم الذي لا يفقد إيمانه رغم كل شيء. يأتي اختيار عمّان عاصمةً للشباب العربي ٢٠٢٥ حاملاً دلالات عميقة تتجاوز البعد الاحتفالي؛ فمع هذا الاختيار، تستعد عمّان لإطلاق حزمة واسعة من البرامج والمبادرات الشبابية على المستويين الوطني والعربي، حيث تركز هذه الفعاليات على تمكين الشباب في مختلف المجالات، كالابتكار وريادة الأعمال، والتمكين والتدريب القيادي، وحالات الثقافة والرياضة والتبادل الشبابي، وغير ذلك، تحت مظلة خطة تنفيذية شاملة “لعام الشباب العربي في عمّان”.

لا يمكن الحديث عن تمكين الشباب دون ربطه بمشاريع تحمل في ثناياها رسالة بأن الشباب هم ركيزة النهضة وعماد المستقبل، وأن الاستثمار فيهم هو الاستثمار الأجدى لمستقبل أكثر إشراقًا.

فحتى تغدو عمان محضن الشباب ومركز انطلاقهم لا بدّ إطلاق برنامج وطني لتشغيل الشباب، تتبنى به الحكومة برنامجًا شاملاً لاستيعاب الشباب في سوق العمل عبر شراكة وثيقة مع القطاع الخاص، ويشمل ذلك تحفيز الشركات الأردنية والعربية على توفير فرص تدريب وعمل للخريجين الجدد، وتقديم حوافز ضريبية وتشجيعية لأرباب العمل الذين يوظفون الشباب. هذا التوجه يتسق مع رؤية التحديث الاقتصادي التي تستهدف استيعاب مليون شاب وشابة في سوق العمل ، ويسهم في خفض البطالة وتوجيه طاقات الشباب نحو القطاعات الإنتاجية، إضافةً إلى دعم ريادة الأعمال والمشاريع الناشئة، عبر تعزيز الصناديق الوطنية والعربية المشتركة للريادة لتمويل أفكار ومشاريع الشباب المبتكرة، وتطوير التدريب المهني والتقني الموجّه للتشغيل بما يوائم احتياجات السوق الحالية، خاصة في قطاعات السياحة والتكنولوجيا والصناعة والخدمات، ويدمج الشباب في الاقتصاد الإنتاجي عبر مسارات غير تقليدية للتوظيف.

ولأن التمكين السياسي لا بدّ أن يكون رديفاً للاقتصادي، فتظهر الحاجة لإنشاء مجالس شبابية استشارية على المستويات الوطنية والمحلية، لتمثل مختلف المحافظات والتيارات، فركون مرتبطة برئاسة الوزراء أو وزارة الشباب، لإشراك الشباب مباشرةً في صنع القرار، والمضيِّ قدماً بالخطوات التي ابتدأت في تمكين الشباب في الحياة الحزبية والبرلمانية، فتكون الحريات مكفولةً حقاً بما يلزم مراجعة مستمرة وفاعلةً للتشريعات التي قدت حدُّ من التعبير عن الرأي وحرية التوجهات السياسية، دون استثناء أيٍّ من الاحزاب على الخارطة السياسية الأردنية الرسمية، والتأكيد على تفعيل الانتخابات لاتحادات الطلبة في كل الجامعات الحكومية والخاصة، فالشباب الممكن سياسياً وحزبياً وفكرياً يمثِّل جعبةً وطنية لضخ دماء جديدة في عملية صنع القرار والرؤى المستقبلية.

وأما التحوّل الرقمي فإنه إحدى وسائل هذا العالم اليوم، وبه تبرز الحاجة إلى منصات مشاركة إلكترونية للشباب، يستطيع الشباب من الأردن وكافة الدول العربية طرح قضاياهم (كالبطالة، التعليم، الحريات) ومناقشة الحلول، كما يمكن التصويت إلكترونيًا على أولويات المشاريع، وتملك عمّان كعاصمة للشباب العربي أن تستضيف هاكاثون عربيًا ضخمًا يجتمع فيه المبرمجون الشباب لحل تحديات تنموية عربية عبر حلول تقنية مبتكرة، ومن الممكن تعزيز ذلك على أرض الواقع عبر برامج التبادل الثقافي والشبابي العربي.

الأفكار كثيرة متعددة ما بين فنيٍّ وتطوعيٍّ ومجتمعيٍّ بما يملك أن يُحدِث نقلة نوعية في مشاركة الشباب الأردني والعربي في بناء المستقبل انطلاقًا من عمّان عاصمة الشباب العربي ٢٠٢٥، لتغدو عمّان منصة رائدة للعمل الشبابي العربي ومختبرًا حيًا لإبداع الشباب ووعيهم، مما يعزز الانتماء الوطني والقومي ويرسّخ صورة الأردن كدولة حاضنة لطموحات جيل المستقبل.

جاء في خطابات سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، والذي يطلق عليه الأردنيون بفخر لقب “أمير الشباب”، قوله: "حان دوركم لتبنوا؛ لتزيدوا الأردن عمارا ونماء؛ ولكن بطريقتكم، وبأدوات عصركم"، وهذا ما ينتظر الأردن من شبابه، إذ لكل جيل بصمته وفرصه وتحدياته، والشباب يمتلكون من الأدوات والمعرفة ما يؤهلهم لصناعة حلول غير تقليدية وطرق جديدة للإسهام الوطني، واليوم مع اختيار عمّان عاصمةً للشباب العربي، تتجدد العزيمة وتعلو الهمّة لنثبت للعالم أن الأردن بقيادته وشعبه قادر على صنع الإنجاز تلو الإنجاز.

اؤمن أن الأردنّ شعلة لا تنطفئ، وله تجربة لا تشبه غيرها من التجارب، ومهما اشتدت المرحلة على منطقتنا وعلى كل ما فيها، ففي شباب الأردن ما يجعلهم قدوة وفاعلاً ومُغيِّراً في شعوب المنطقة والعالم.

مبارك لعمّان المُباركة.. لعمّان التي نحب، عاصمة القلب.. لعمّان التي لا يشبهها في أعيننا شيء .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :