الأمير الحسن يواصل "طرق الخزان" لإيقاظ صانعي القرار وهزّ الضمائر
سعد حتر
12-07-2025 08:38 PM
سياسات "الإماتة" والتفاوض بالنار تقتل فرص الأمن والسلام
نصف قرن على صرخة الأمير الهاشمي من أجل إنقاذ الإنسانية
مجددا يطرح الأمير الحسن بن طلال حزمة تساؤلات حول تسارع انهيارات القيم المشتركة واغتيال حقوق الإنسان وسط غطرسة القوّة وتوحش التجييش الكوني. ويذكّر الأمير الهاشمي بمبادئ صون الكرامة الإنسانية وبسط الأمن، السلام وضمان استقلال الدول على قاعدة "التكافل" في غياب التكافؤ.
في لقاء فكري لمناقشة تقرير "هل تكسب الإنسانية معركتها"؟، أضاء الأمير المفكر مفاتيح إنجاح توصيات هذا التقرير المعتمَد لدى الهيئة المستقلة الخاصة بالقضايا الإنسانية التابعة للأمم المتحدة منذ قرابة نصف قرن. ونشر التقرير لاحقاً في كتاب بتوقيع الأمير الهاشمي وصدر الدين آغا خان.
لكن رغم تلك "الصرخة في البرية"، شهد العالم عشرات الحروب والنزاعات أعقبتها موجات نزوح ولجوء ملحمية بسبب إخفاق صانعي السياسات في "تحديد البوصلة المعنوية والأخلاقية والإنسانية"، وفق توصيف الحسن بن طلال.
وبينما يستذكر اهتزاز الإقليم بحروب مدمرة كل بضع سنين مذ رأى النور عام 1947، يشرح الأمير ابتلاء الإنسانية الآن بعشر حروب شبه متزامنة على امتداد "خط الطول 35" من القطب الشمالي وحتى أفريقيا مرورا بشرق المتوسط المنذور للشلل الاقتصادي والاجتماعي على مذبح الصراعات.
امتدادا لهذا التشخيص، يطالب الأمير الحسن بتشكيل لوبي للمهمشين عابر للقارات ونواة مركز لبسط السلام والأمن في عالم مضطرب يتجاهل الوقع المجتمعي للحروب وقهر الشعوب المضطهدة بالدم والنار والتجويع. "علينا الانتقال من امتهان الكرامة الإنسانية إلى صونها (..) وقدح تعبئة شاملة في مواجهة الإحباط المزمن (Chronic Depression)"، يشرح الحسن.
كما يدين القتل والتجويع والإخفاء القسري في قطاع غزّة، المدمي منذ 7 اكتوبر 2023، لافتا إلى تكالب قوى الاستعمار العائدة بشره إلى الشطر الجنوبي من الكرة الأرضية.
وبينما يطالب باحترام حقوق الفلسطينيين في أرضهم، يؤكد الأمير: "آن أوان إقرار العالم بأن الشعب الفلسطيني عرق أصيل في فلسطين المحتلة"، وبالتالي الاعتراف بحقوقه المشروعة وحمايته من بطش الاحتلال؛ وسياسات "الإماتة" الممنهجة (Necro politics).
وبينما يدين محاولات تحجيم الأردن وتناسي دوره ورسالته النهضوية الهاشمية، يؤكد الأمير على مركزية المملكة في مساعي إنقاذ الإقليم المشتعل.
ويتحدث أيضا عن ظلال فجوة الثقة وامتهان الكرامة الإنسانية المترافقتين مع تفاقم عجز موازنات الدول وديونها على حساب تكافؤ الفرص ومبادئ المساواة والإنصاف. هنا، يدعو إلى خطِ "فضاء ثالث" عابر للمنظمات، الحكومات والقطاع الخاص لاحتواء خرق القانون الدولي، امتهان كرامة الإنسان وشرعة الأمم.
وفي معرض انتقاده لمؤامرات استحداث كيانات عرقية/ مذهبية على نسق "سنّستان، درزستان أو شيعستان"، يذكّر سمو الأمير بأركان الإقليم الأربعة؛ العرب، الفرس، الكرد والترك.
وعن سباقات البطش والاستحواذ والإقصاء حول العالم، يستشهد الأمير الهاشمي بنص الحديث الشريف: "إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها".