مهاتير محمد في عامه المائة ينعى قيم الحضارة الغربية
خلدون ذيب النعيمي
17-07-2025 01:06 AM
ينظر لرئيس الوزراء الماليزي السابق ومهندس قصة نهضتها الحديثة مهاتير محمد بأنه من الأصوات المحترمة التي يسمع له لدى مختلف الدوائر العالمية والغربية ، فعلى الرغم ان محمد الذي بلغ المائة سنة من عمره في منتصف تموز من هذا العام كان دائم الانتقاد للسياسات الغربية والاميركية تجاه كثير من الملفات التي تخص العالم الثالث فأن ذلك لم يفقده احترامهم له ، فمحمد استطاع تأكيد استقلال القرار السياسي لبلاده من خلال نقلها في اقل من 20 عام من مجتمع نسبة فقراءه 70./. الى بلد يوصف بأنه من أهم النمور الأسيوية التي لها مكاناتها الأقتصادية إقليمياً ودولياً .
مهاتير محمد في لقاءه الاخير مع وكالة انباء الاناضول بمناسبة بلوغه المائة من عمره وصف الولايات المتحدة بأنها مثالاً على "انهيار القيم الغربية" بسبب دعمها لحرب الابادة والتهجير الإسرائيلية ضد مدنيي غزة ، واضاف ان الغرب فقد قيمه الأخلاقية وأصبح يتصرف وفق "سلوكيات بدائية” مشيراً لقيام الولايات المتحدة بتهديد كل من يحاول وقف "الإبادة الجماعية "التي ترتكبها حليفتها إسرائيل في غزة ، ولم يتوانى محمد او ينسى خلاله لقاءه المتزامن مع بلوغه القرن من السنيين من وصف الولايات المتحدة بانه بلد لا يمكن الاحتذاء به فهي لا تهتم بالحياة البشرية فضلاً عن حقوق الانسان .
كلام محمد هنا يضاف الى موسوعة الانتقاد الكبيرة التي تواجهها السياسة الغربية والاميركية بالذات من مختلف المنصات القانونية والسياسية والاعلامية العالمية ، فقد تسببت هذه السياسة بالسقوط الهائل لقيم الحضارة الغربية بسبب "محك" غزة الذي ابرز ان هذه القيم ليست سوى وسيلة لتحقيق غايات سياسية واستراتيجية اكثر منها هدف يسعى له ، وهنا اصبحت هذه القيم الغربية بما يخص حقوق الانسان والمحافظة على حياته تخضع لسوق المساومة والانتقائية بالنظر للمقارنة الحاصلة المستمرة على مختلف الاصعدة للسلوك الغربي وتعامله مع حربي أوكرانيا وغزة المتزامنتان حالياً .
ويذكر هنا ان انتقاد مهاتير محمد للغرب وسياساته في قطاع غزة لم تكن الاولى له في سيرة علاقاته مع الغرب ، فقد سبقه انتقاده الشديد للدول الغربية وتحميلها المسؤولية بسبب التقاعس في منع حدوث مذابح البوسنة والهرسك في منتصف تسعينات القرن الماضي ، وكان واضحاً ايضاً انتقاد محمد الشديد لواشنطن في قمة عدم الانحياز التي استضافتها بلاده عام 2003 بقوله ان الغرب الداعم لإسرائيل هو متسبب ايضاً بالإرهاب ، واشار محمد خلال كلمته الافتتاحية للقمة ان وصف الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين للعدد الكبير لضحايا حروبهم في افغانستان والعراق "بالأثار الجانبية" ينطبق ايضاً على ضحايا هجمات 11 ايلول 2001 في مدينة نيويورك الأمريكية ، وهذا بلا شك دعوة للغرب وزجر له على ازدواجية التعامل مع الضحايا البشرية للصراعات من منطق انتماءاتهم العرقية او السياسية او الدينية وهي التي تنطبق حالياً في التعاطي الغربي للضحايا من اطفال ونساء غزة .