لقاء منتدى الاردن لحوار السياسات مع رئيس مجلس الاعيان
د.بكر خازر المجالي
19-07-2025 08:48 AM
تتركز أهداف حوارات المنتديات الثقافية والسياسية على قضايا وطنية راهنة من مثل مسائل الوحدة الوطنية، والهوية الوطنية، وتطورات الصراع الاقليمي الذي يتمدد في كل حين، وتتشابك الاهداف التي تختلط بين المجازر والوعود المطاطة والتهجير ومحاولات التوطين وتغيير الحدود، ومن جهة اخرى التركيز على الشأن الداخلي التي تتناول اللحمة الوطنية ومفاهيم المواطنة والانتماء والولاء.
كان حديث دولة فيصل الفايز في البداية واضحا حول ثوابت مهمة في العلاقة بين الوطن والقيادة وان هناك ثوابت فيها ترتكز على الحرص على تعزيز دعائم الدولة وان تستمر كما هي على مدى اكثر من مائة عام لنكون اكثر وعيا وحرصا على استمرار الانجاز في محيط ملتهب، ولكن الثابت الاكبر في تاريخ الدولة الاردنية هو السياسة الحكيمة التي حين نتنقل في محتواها منذ الملك المؤسس عبدالله الاول نجد انها هي سياسة من يريد مصلحة شعبه وعدالة القضايا العربية، والشواهد عديدة منذ ان نصح الملك عبدالله الاول العرب بدراسة قرار تقسيم فلسطين عام 1947 والتروي في اتخاذ القرار ، لكن كان الرد باتهامات عديدة والنتيجة اننا نلهث الان وراء سنتيمترات من فلسطين.
وكانت السياسة الحكيمة للمغفور له الملك الحسين في التحذير من كل العواقب جراء أخطاء السياسة العربية وتغليب المصالح الخاصة والايدولوجيات المحتلفة على مصلحة الشعب والوطن ،خاصة ذلك التحذير الخطير من جلالته لاصرار بعض العرب على الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني ومن ثم النتجة المؤسفة في قرار فك الارتباط الذي هو فك ارتباط القضية الفلسطينية من عقالها الشرعي ووضعها في مهب الريح.
ومن ثم هذه الحالة المعقدة التي نعيشها الان التي تتميز بسياسات لا اخلاق فيها وان الانسانية قد غادرت الى غير مستقر لها ، وبقي الاردن بصوته واعماله التنفيذية الواقعية يمارس ما نقص العالم من انسانية ،ويجاهد سياسيا يقيادة الملك عبدالله الثاني في كل المنابر ويتحمل الكثير من اجل الحق والخير.
لازلنا نعيش في دوامة سياسية مع المحيط العربي والعالمي ، ولكن نحن نفتخر ونعتز بالانجاز الوطني وبمسيرتنا التي تتقدم دوما نحو الاردن النموذج ، وبمثل اللقاء مع دولة رئيس مجلس الاعيان هي مراجعة واستذكار وتأكيد على الثوابت الاردنية الوطنية الحقيقية والتحذير من الاختراقات ومن الاستهداف غير الواعي للوطن والقيادة .
نعتز بهذا الوطن الأغلى ، الذي بنته سياسة التسامح وبناء جسور المحبة بين الجميع ، ويبقى واجب مؤسسات المجتمع المدني حماية الانجاز بالانتباه الى من يستهدف زمزر وتراثيات الدولة ، ويحاول خدمة اجندات خارجية بوسائل عديدة ، ومهما كان اي اختراق بسيطا فعلينا أن لا نتساهل مطلقا وإلا فإن الخرق يتوسع ونصل الى حالة لا ينفع الرتق حينها .
نحن في وطن الخير وبقيادة الاصل والخير وبهمة الانسان الاردني الطموح الذي يحقق التفوق على كل صعيد.