facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




السويداء .. والاخوة الاعداء !!


د. ذيب القراله
22-07-2025 12:27 PM

كشفت تطورات الاوضاع في محافظة السويداء السورية ، عددا من ( الزوايا الحرجة ) و ( الارتباطات الضبابية ) و ( التحالفات الساكنة) و ( الفاعلين الجدد ) الامر الذي يستدعي التوقف عندها بالدراسة والتحليل ، بهدف الخروج ( باستنتاجات صحيحة ) و( قراءات عميقة)، تصلح بان تُصنف ( كدروس مُستفادة).

ومن المنطقي ان تُدرس تلك الظواهر من منطلق سياسي - امني - اجتماعي - اقتصادي ، بعيدا عن الانحياز المسبق لطرف على حساب آخر ، وبمعزل عن رواية كل طرف من الاطراف ، الذي تحركه بالضرورة مصالحه ، وتوجهاته التاريخية والحالية والمستقبلية.

ولأن سوريا تتشكل من ( فسيفساء ) من المكونات والاعراق والطوائف ( الكردية والدرزية والعلوية والمسيحية ) مع اغلبية من المسلمين السُنة ، يصبح من الطبيعي ان نجد اختلافا في المصالح والتوجهات والتحالفات التي تخدم كل طرف من الاطراف.

في هذا السياق ، يجب ان نطرح عددا من التساؤلات ، التي قد تقودنا الى تجاوز ( النقاط العمياء ) والوصول الى بعض الاجابات ، التي تمكننا من محاولة ( استشراف ) المستقبل في سوريا الجديدة، وفي الدول الاخرى ذات الظروف المشابهة من حيث عدم الاستقرار مثل ( ليبيا، السودان، اليمن ، لبنان ).

اولا : هل ما جرى في السويداء هو صراع طائفي ( سُني - درزي ) ام صراع سياسي بين ( مكوّن ولا اقول اقلية ) وبين الدولة المركزية؟ ام طموحات ( مليشيا) لا همً لها الا تحقيق مصالحها وتعزيز نفوذها ، حتى لو كان من خلال الاستقواء باسرائيل؟.

ثانيا: في حال تطورت الاوضاع في السويداء ، واستؤنفت المواجهات ، هل ستنتفض باقي المكونات ( الكردية والعلوية ) وتؤازر الدروز من باب ( ان مصلحة الجميع ) تقتضي ذلك؟.

ثالثا : ما هي الاهداف البعيدة للتدخل الخارجي الاسرائيلي ، تحت عنوان حماية الدروز ، وهل من الممكن ان يصل الى حد ( تدويل ) الازمة ؟.

رابعا: هل سيتكرر هذا التدخل الاسرائيلي( الذي يسعى الى تكريس واقع سوريا مقسمة وليس موحدة ) لو تدهورت العلاقة بين دمشق والاكراد ممثلين بقوات سوريا الديمقراطية ( قسد ) في شمال شرق سوريا ، وانتهت بمواجهة مسلحة بين الجانبين؟.

خامسا: ما هو التفسير المنطقي لموقف ( العشائر ) في احداث السويداء ، هل جاء دفاعا عن مصالحها ( المناطقية ) في المحافظة او ( روابطها الاجتماعية ) في انحاء الجغرافيا السورية ، ام انتصاراً لموقف الدولة في دمشق؟.

سادسا : هل يصبح ( مقاتلو العشائر ) فاعلا رئيسيا في الساحة السورية ، بعد هذه المرحلة؟ وما هو موقف اسرائيل منهم ؟ ام سيتحولون الى ( مليشيا ) جهوية او مناطقية تبحث عن مصالحها في النفوذ ؟ ام ان هذا الموقف هو فعل ( مؤقت ) وسينتهي بانتهاء ازمة السويداء؟.

سابعا : هل يؤسس موقف العشائر هذا الى تحالف وثيق مع السلطة في دمشق ، رغم اختلاف المنطلقات الفكرية ، وخاصة البُعد ( الديني - ذي الخلفية الجهادية)؟

ثامنا : هل سيكون موقف العشائر السورية ، مُلهما لمواقف مماثلة عند العشائر في الدول الاخرى ، ذات الظروف المشابهة ، وهل سيكون ( تأثير ) العشائر و ( تأثرها ) عابرا للحدود ؟.

تاسعا : كانت العشيرة ( مؤسسة اجتماعية ) فاعلة في مرحلة ( ما قبل الدولة ) فهل ستعيد تلك الدول تموضعها لتكون العشائر ( فاعلا سياسيا ) وضامنا لاستقرار الاوطان ، بدلا من ان تكون ( أداة ) تستخدم عند الحاجة؟.

عاشرا : هل ستلجأ بعض الاطراف الاقليمية والدولية الى التعامل مع المكونات العشائرية ( المنظمة ) باعتبارها طرفا يمكن( التعويل ) عليه، ( في حال غياب الدولة الوطنية ) وتجربة حركة طالبان ( المصنفة ارهابية ) مع الولايات المتحدة الامريكية خير شاهد على تلك ( البراغماتية ) الدولية؟.

هذه التساؤلات تقودنا الى السؤال الكبير ( ابو الاسئلة ) لماذا وصلنا الى هذا الحال ، ما هي الاسباب ، وما شكل الحلول؟ والجواب هو ان السبب الرئيسي لكل ما تعاني منه بعض اقطارنا العربية ومن ضمنها سوريا هو حالة ( الفراغ الاستراتيجي ) التي تكونت بعد ثورات الربيع العربي وجلبت معها ( الارهاب والمليشيات والمعاناة)، والتي كان من دوافعها ، نمط الحكم الاستبدادي الفاسد، والفقر والتفاوت الطبقى ، والتدخلات الخارجيه - الاقليمية والدولية، ذات الاهداف السياسية.

ولذلك فان هذه البلدان لن تخرج من هذه الازمات ، الا من خلال اعادة بناء الدولة الوطنية ( دولة المؤسسات ، لا الافراد ) ،واصلاح النظم السياسية ، وتحقيق العدالة الانتقالية المتمثلة ( بمحاسبة المجرمين، وتعويض الضحايا، وتشكيل لجان مصالحة ) وتحقيق العدالة الاقتصادية من خلال ( توزيع عادل للثروات ، وانهاء منظومة الفساد )، واصلاح الدور العربي و الاقليمي والدولي عبر ( وقف دعم الجماعات المتصارعة، والقيام بوساطة غير منحازة ، وايجاد اجماع عربي جديد لحماية الدولة الوطنية).

والخلاصة التي يمكن الوصول اليها ، هي ان الازمات في هذه الدول جاءت بسبب الانظمة السياسية المأزومة ، والنُخب المأجورة ، والتدخلات الخارجية غير البريئة ، وحلها لن يكون الا بوجود قرار وطني مستقل ، وإرادة شعبية واعية ، ودعم عربي حقيقي بعيد عن الانتهازية، وعدالة اجتماعية ، وطمأنة جميع ( المكوًنات ) في الدولة واحترام خصوصيتها بِنصوص دستورية، وعدم الارتهان للخارج .

theeb100@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :