الأمناء العامون تحت مجهر الاهتمام الحكومي
نيفين عبد الهادي
23-07-2025 12:26 AM
أشّر رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسّان أمس خلال جلسة مجلس الوزراء في محافظة جرش، إلى جانب إداري غاية في الأهمية، عندما تحدث عن أهمية دور الأمناء العامين في الوزارات واعتباره دورا هاما وأساسا وركيزة في عمل كل وزارة، وفي ذلك رؤية في الإدارة العامة الصحيحة والنموذجية أمر هام ودفعة نجاح مؤكدة لعمل القطاع العام.
لا يمكن تجاهل حجم الإنجازات الحكومية الضخمة في مجال تحديث وتطوير القطاع العام، حيث أخذت القطاع بكافة تفاصيل إلى مكان آخر من الإصلاح ومعالجة تشوهات ورثها القطاع عبر سنوات، وتطوير الخدمات لجهة أتمتة جزء كبير منها، بل الجزء الأكبر منها، وحلّت إشكاليات كان يواجهها المواطنون للحصول على بعض الخدمات الحكومية، علاجات جذرية، وراعت كفاءة الموظف العام وطوّرتها لتنسجم مع مسار التحديث الإداري، وغيرها من الإنجازات الإدارية الملموسة إن لم تكن الأكثر وضوحا وحقيقة كانت في بداياتها تبدو للكثيرين صعبة التنفيذ إن لم تكن مستحيلة، لكنها اليوم واقع ملموس وينعكس على القطاع العام بشكل عملي.
لم تخل جلسة لمجلس الوزراء من قرارات تخص القطاع العام وتحديثه بمجال أو مجالات، وهذا يعكس أن الفريق الحكومي الذي يعكف على تنفيذ وإدارة هذا الجانب، بسعي وعمل وجهد لا يتوقف من وزير الدولة لتطوير القطاع العام الدكتور خير أبو صعيليك لتحقيق مزيد من الإنجازات بهذا الجانب، وقطع شوط إجرائي وتنفيذي حقيقي في رؤية تحديث القطاع العام، والتي يُنتظر الانتهاء من برنامجها التنفيذي الأول مطلع عام 2026 المقبل، ما يجعل من الوعد الحكومي بمسار تحديث القطاع العام تحقق برؤية عملية وإنجازات ملموسة.
وفي حديث رئيس الوزراء أمس فيما يتعلق بتحديث الإدارة العامة، رسائل هامة، جاءت بصيغة التأكيد والتشديد، على «أن الإنتاجية وجودة الخدمة المقدمة للمواطنين هما الأساس، وأن دور موظَّف القطاع العام وواجبه، مهما كانت رتبته، خدمة الوطن والمواطن وتقديم الحلول له والتيسير عليه»، «هذا دور الأمين العام ، ومدير القسم، ومدير الدائرة، وكل موظف مهما كانت رتبته»، وفي إشارة بدلالات غاية في الأهمية أشار رئيس الوزراء إلى إنه سيلتقي الأمناء العامين للوزارات في الفترة المقبلة، وقبل البدء بورشة العمل لتنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي، تأكيداً على ضرورة العمل معاً على تنفيذ هذه البرامج.
باهتمام رئيس الوزراء بالأمناء العاميين للوزارات والمؤسسات الحكومية نقطة مضيئة في مسيرة التحديث الإداري، ذلك أن الأمين العام هو «دينامو» أي وزارة أو مؤسسة التنفيذي، والذي يجب أن يبقى متواصلا مع كافة تفاصيل قطاعه، دون انقطاع وهذا التواصل يجب أن يكون متوازنا ما بين الميدان والمركز، لغايات التواصل مع المواطن في الميدان، وتنفيذ متطلبات المواطنين في المركز، فقد وضعهم رئيس الوزراء تحت ضوء الاهتمام والمسؤولية بذات الوقت، وكشف عن لقاء له معهم قريبا، وحقيقة في كل ذلك درس من دروس الإدارة الحديثة هام وعملي، فهم اليوم تحت مجهر الاهتمام الحكومي والمسؤولية.
الأمناء العامون، أساس وركيزة في عمل كل وزارة، ليس هذا فحسب، إنما الصف الثاني بالوزارات أيضا هام جدا في موضوع التحديث حيث أكد الدكتور حسّان أمس على أنه «لا بد من تفعيل القيادات الوسطى في الوزارات؛ لأنها ستعمل على تنفيذ البرنامج التنفيذي»، رسائل هامة ودلالات تحديثية تعدّ مدرسة متكاملة في صياغة الأفضل للقطاع العام الذي بات مختلفا بتفاصيله كاملة، مختلفا لجهة الإيجابية والإنجازات بطبيعة الحال، وفي خطى مستمرة تتحدث الحكومة يوميا عن جديد بشأنه.
الدستور