مساعي الملك الصادقة في دعم غزة وشجاعة المبادرة الأردنية
م. سالم خصاونة
23-07-2025 07:54 PM
تمر غزة في هذه الأيام بظروف استثنائية ومعاناة شديدة نتيجة الأحداث التي ألمت بها حيث يعيش أهلها في ظل تحديات إنسانية صعبة تستوجب وقوفًا جادًا ومساندة فعلية من الأشقاء والأصدقاء في الداخل والخارج. في هذا الإطار تأتي مساعي جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم لتؤكد بوضوح عمق العلاقة وروابط الأخوة التي تربط الأردن بفلسطين خاصة في قطاع غزة.
لقد أظهرت المملكة الأردنية الهاشمية موقفًا إنسانيًا وشجاعًا من خلال إرسال ٣٨ شاحنة محملة بالدقيق إلى غزة في خطوة لم تكن سهلة على الإطلاق بل جهد رسمي أردني بذل من أجله الكثير من الوقت والعمل والتنسيق مع الجهات المعنية.
هذا الدعم الذي جاء في وقت يحتاج فيه أهل غزة إلى كل ما يمكن أن يخفف من معاناتهم هو رسالة صادقة وعمل ميداني واضح يؤكد أن الأردن لا يقف مكتوف الأيدي أمام ما يجري بل يشارك أخوته الفلسطينيين همومهم وآلامهم بكل ما لديه من إمكانيات.
قد لا تكون كمية الدقيق التي وصلت إلى القطاع كافية لتلبية كل الاحتياجات ولكن هذا لا يعني التقليل من شأن هذه المبادرة أو إنكار الجهد الكبير الذي بذل من أجل تحقيقها. بالعكس فإننا نرى أن مثل هذه المبادرات تمثل نقطة انطلاق للعديد من الجهود الإنسانية القادمة التي يجب أن تتكثف وتتوسع وتزيد حتى تواكب حجم الأزمة التي يعاني منها أهل غزة.
وللأسف فإن الجهد الأردني هذا لم تقدمه أية دولة أخرى سواء عربية كانت أم غربية مما يجعلنا نثمن هذه الخطوة كثيرًا ونعتبرها علامة مضيئة في سجل المواقف العربية الرسمية التي أظهرت فيها الأردن شجاعة في اتخاذ القرار وتحمل المسؤولية.
لا يمكننا أن نتجاهل أن المواقف الوطنية الحقيقية ليست مجرد كلمات بل هي أفعال تتطلب شجاعة في الأقدام وإصرارًا على تقديم الدعم الحقيقي في الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة.
لقد أظهرت هذه المبادرة أن الأردن بقيادة جلالة الملك قادر على أن يكون صوتًا صادقًا وقوة مؤثرة في دعم القضية الفلسطينية وأن يحمل على عاتقه أمانة تقديم العون والمساعدة لكل من يحتاجها في ظل الظروف الصعبة. ونحن نؤكد على ضرورة أن يتابع الجميع دعم هذا الجهد الرسمي وأن يعملوا على توفير كل الإمكانيات المطلوبة لتوسيع نطاق المساعدة والتخفيف من معاناة أهل غزة في مختلف المجالات.
في النهاية لا يسعنا إلا أن نتوجه بالشكر الجزيل إلى جلالة الملك عبد الله الثاني ولكل الجهات الرسمية التي ساهمت في هذا العمل الإنساني الكبير ونشد على أيديهم لنطالب بالمزيد من المبادرات والجهود التي تعكس قيم التضامن والأخوة الحقيقية. هذا الدعم يجب أن يستمر ويتطور لأن أهل غزة في أمس الحاجة إليه ونحن جميعًا مسؤولون عن الوقوف بجانبهم ومد يد العون لهم في هذه المرحلة الحرجة.
شكراً للأردن وشكراً لجلالة الملك على هذه المبادرة التي تعكس أخلاق القيادة وحجم المسؤولية الوطنية والإنسانية التي يحملها على عاتقه.
وندعو الجميع لأن يكونوا شركاء في هذا العطاء المستمر لأن غزة تستحق أن نشد على أيديها ونتشارك معها الألم والأمل في آن واحد.