facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أصالة فعل .. وعظمة موقف .. وصدق إرادة


فيصل تايه
24-07-2025 09:11 AM

ما زلنا نتحدث عن ثبات الموقف الأردني تجاه الاهل في غزة ، والارتباط العضوي بفلسطين القضية والحقوق المشروعة، موقف جسدته وحدة الهوية والمصير المشترك ، وبالتالي فإن الاصطفاف إلى جانب الاهل في غزة ليس مجرد اصطفاف تضامني عابر بوعي وقناعة ، بل هو فعل متصل بعلاقة وجودية، فالأردن لا يقبل مشاهدة الضيم الذي يلحق بالإخوة الفلسطينيين دون أن يكون له موقف مساند وثابث .

أن الموقف الاستثنائي الذي سجله الأردن هو موقف مبدئي لا يقبل من أحد اختباره أو التعاطي معه بردود أفعال انتقاصية ، فالأردن يقدم وينفذ بكل ما لديه من إمكانيات وقدرات، رغم محدوديتها ، لأن الاردن يؤمن ان هذه الحرب العدوانية حرب ظالمة ، يرتكب الكيان الإسرائيلي فيها أبشع وأقبح الجرائم والمذابح ، ولم تتوقف الجرائم بالقتل والتدمير ، بل أرفقه بالحصار والتجويع والتعطيش والحرمان من الأغذية والأدوية والعلاجات في سابقة غير معهودة في التاريخ الإنساني ، وهذا ما جعل الاردن يندفع بقوة لتقديم اقصى ما يمكن الى أشقائه في فلسطين، موظفاً كل قدراته وطاقته المتاحة التي تعد الأكثر عدلاً وأخلاقاً توجبها قيم الدين والهوية والجغرافية والتاريخ.

إن وقوف الأردن ملكاً وحكومة وشعبا مع الاشقاء في غزة ، في هذه الظروف العصيبة ، ليس معروفاً يسدى أو جميلاً يحفظ، بل هو الحق والواجب الذي يحتم علينا الوفاء للاشقاء ، فقد كنا وما زلنا أول المبادرين ، انطلاقاً من واجبنا القومي والوطني والديني والقيمي والانساني ، فمساعدة أهل غزة وفلسطين ليست منة ولا هي وعود بل هي واجب من الأخ نحو أخيه ، لكن البعض المأزوم من الانبطاحيين قد يرى أن ما أقدمت عليه الحكومة الاردنية شكل من أشكال (البهرجه)، وهو كذلك وفق ثقافة الخزي والعار السائدة في الوعي الجمعي للمتخاذلين والمدسوسين وأتباعهم ، لكنه ليس كذلك عند أصحاب الوعي الوطني الذين ينظرون للامور بصورة كلية ، ويدركون أن العدو الصهيوني لا يقتصر في عدوانه على غزة وفلسطين بل يستهدف الوجود العربي والإسلامي برمته.

بكل المقاييس والاعتبارات يُعد الموقف الأردني المساند لغزة وشعب فلسطين هو الموقف الأقوى مقارنة بالمواقف الأخرى ، وهذا ليس فيه انتقاص من حق أحد أو ازدراء لبقية المواقف المساندة والداعمة لغزة ، لكن الاردن قيادة وشعباً ومن خلال هذا الموقف الحازم اثبت وجوداً في المعادلة الاقليمية وعلى المسرح الجيوسياسي الدولي ، خاصة بعد أن عبَّر عن موقفه من الجرائم الصهيونية ، حين قرر أن يكون جزءا من القضية يتداعي لمواجهة همجية صهيونية بكل الوسائل ، وهذا قرار يتناغم فيه كافة مكونات الشعب الأردني الواحد ، والذي لم يتردد في نصرة فلسطين ، اذ أن الموقف الاردني موقف جاد ومسؤول لأهميته في معادلة المواجهة الدائرة ، واتساقاً طبيعياً مع الشطر الغربي من النهر .

ان ما يتعرض له الاردن من هجمة إعلامية شرسة ومشبوهة وممنهجه ، تنوعت عبر منشورات وتغريدات رعناء تطفح بالكذب والتجني والافتراءات والتلفيقات الخبيثة ، بل تطور الأمر ليصل الى الإساءة الاردن ومليكه وشعبه ، خاصة من قبل المدعومين من جهات محرضة ، ولا ننسى موقف الاردن الثابت "اصلاً " الذي لا يروق ، وهو "بالأصل" احد المبررات والمغذيات التي تدفع باتخاذ مواقف معادية ومحرضة تجاه الاردن ، الذي سيبقى في دائرة الاستهداف لقاء مواقفة التاريخية ودوره الاساسي المحوري على الساحتين الاقليمية والدولية في اعادة احياء القضية الفلسطينية وابقائها في الواجهه والصدارة ، اضافة للجرائم اليومية الوحشية الإسرائيلية ومواقف الاردن المتشددة منها ورفض أي مخطط لتهجير الفلسطينيين ، وحق أهلنا في غزة ، ومن قبلها الانتهاكات في القدس المحتلة والضفة الغربية ، فالموقف الاردني من القضية الفلسطينية على الدوام موقف مصيري معروف وثابت ، والذي يأتي وفق الثوابت الوطنية .

لقد شنت الجهات المشبوهة من المتربصين بامن واستقرار الاردن هجوما شرسا علينا ، ذلك بتجنيد العديد من المتصهينين والعملاء بهدف التشكيك في موقفنا وتزييف الحقائق ، من خلال استخدام ادوات مضللة ومسمومة ، ما يدل على إفلاس إعلامي بكل المقاييس ، فهؤلاء "الخسة" كشفوا عن وجوههم ، وأظهروا نواياهم بمحاولاتهم الدنيئة الإساءة للاردن ، المعروف مواقفه ودوره وسياسته منذ عقود من الزمان تجاه القضية ، فمحاولات هؤلاء يائسة وفاشلة ، بغرض تمرير أجندة مشبوهة لا تخدم مصالح الشعب الفلسطيني ، لذلك فإن ردود افعال الاردنيين الغاضب وعلى المستويين الرسمي والشعبي إزاء ذلك له ما يبرره كنتيجة تجاه التلفيقات المستفزة والتي لا يمكن السكوت عليها او تجاوزها ، ولذا ، فمن الواجب دعوة كل الأحرار في العالم العربي والإسلامي وفي العالم إلى رفض تلك الإساءات والتناولات الإعلامية، وإدانتها والتعاطي الإيجابي والمنصف لدور الاردن الإيجابي وجهوده الإنسانية، ودعمها لكل جهد ومبادرة تهدف للنهوض بالأمة في أي مجال وموطن، وهذا من وجهة نظري أقل القليل وأضعف الإيمان ..

حمى الله الوطن وقائد الوطن وحكومة الوطن وشعبنا الأردني الأبي الذين وضعوا الأردن أرضاً وإنساناً في المكانة التي يستحقونها والتي تعبر عن أصالة فعل وعظمة موقف وإرادة تعانق السماء ..
والله ولي المؤمنين





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :