facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تابع مسيرك .. دخلنا المعبر .. يعطيكم العافية


أ.د سلطان المعاني
24-07-2025 11:49 AM

في زمن المحن، تتجلى معادن الشعوب والأوطان، وتبرز القيادة حين تشتد الأزمات وتحتد الاختبارات. تلك اللحظة التي هزّت فيها أصوات الحصار أركان الأرض المنكوبة، كان لا بد أن يعلو صوت الحق، وأن تمتد يد العون من أقرب الأشقاء، فكانت القوافل الأردنية – قوافل الطحين التي كسرت الحصار – شهادة جديدة على عمق الأخوة وجذوة النخوة في وجدان الأردنيين وقيادتهم الهاشمية.

"تابع مسيرك" كلمة تحمل وزن الزمان والموقف. لا ينطقها إلا قائد أعلى يدرك جيداً أن لحظة التراجع تعني خيبة أمل كبيرة في نفوس الملايين، وأن المضي قدماً، رغم التهديد والمنع، هو ما يحفر المجد في ذاكرة الأجيال. "تابع مسيرك..." قيلت، فعبرت القوافل إلى أرض تتعطش حتى للهواء النقي، فكيف بطحين يسد رمق الجوعى ويمنح الأطفال أملاً جديداً في البقاء.

قائدٌ يرى بنور البصيرة.. ما كان لتلك القوافل أن تصل، لولا حكمة قائد يحمل إرث الأجداد في دمه، ويمتلك من الشجاعة ما يجعله يواجه كل التحديات. قيادة هاشمية طاهرة، لم ترث الحكم فحسب، بل ورثت الإحساس بمسؤولية الأمة والوقوف مع الشقيق في السراء والضراء. قرر الملك – قائد البلاد وجيشها وأجهزتها – ألّا رجعة عن نصرة المظلوم، وأن "كيس الطحين" الذي تحمله القافلة يحمل في داخله كرامة وطن وأمل أمة.

المعبر... قصة عبور وطنية، لحظة دخول القوافل إلى أرض الحصار لم تكن عادية. هي لحظة انتصار على الخوف واليأس. استقبلها أهل الأرض بدموع الفرح، وامتزجت في تلك اللحظات مشاعر الفخر والامتنان. من كان يظن أن كيس الطحين يمكن أن يحمل كل هذا المعنى؟ لقد تجاوز التحذيرات والتعليمات الدولية، وواجه رفضاً وتلويحاً بالتراجع، لكنه وصل وأدى رسالته.

مشهد الفرح في أرض الجرح، في تلك اللحظة، كان الخبز رمزاً للكرامة والحرية. كان خبزاً مخضباً بالرجاء، مرسلاً من أرض النشامى إلى أرضٍ لم تعرف سوى طعم الحصار والانتظار.

الأردن... بلد الخير والعطاء لطالما أثبت الأردن أنه بلد الوفاء والعزوة. رغم محدودية الموارد وكثرة التحديات، لا يتخلى عن واجبه العربي والإنساني. الموقف لم يكن غريباً على وطن دأب على نصرة الحق، واحتضان المحتاجين في أوقات الشدة. القيادة الهاشمية تترجم كلماتها إلى أفعال، والأردنيون، كما عهدهم التاريخ، لا ينتظرون مقابلاً ولا يبحثون عن الشكر.

في رسالة إلى العالم خط الأردن بهذه القوافل رسالة عميقة للعالم أجمع: الأخوة أفعال تُرسَم على أرض الواقع. القرار الأردني لم يكن سهلاً؛ فهناك تحديات سياسية وضغوطات دولية وتحذيرات متواصلة. ومع ذلك، لم يتراجع الأردن، وأكمل المسير، إيماناً بأن الإنسانية أسمى من السياسة، وأن الواجب الأخلاقي أكبر من أي حسابات ضيقة.

عين الله ترعاهم كان كل نشمي يرافق القافلة يدرك حجم المخاطرة. لكن الأمانة أكبر من الخوف، والعزيمة أقوى من التهديد. عين الله تحرسهم، وقلب الأردن يخفق معهم. كل واحد منهم حمل في جيبه وصية الأهل والدعاء، وفي قلبه حب الوطن والشعور بالفخر لأنه جزء من قصة تروى في صحائف المجد.

الهاشميون... إرث الكبار، منذ أن حمل الهاشميون مشعل القيادة وهم يجسدون معاني العدل والرحمة والمروءة. ليس غريباً على سليل الدوحة النبوية أن يكون في مقدمة صفوف الإغاثة والنجدة. لقد ظل البيت الهاشمي شامخاً في وجه العواصف، يحمل القيم والمبادئ ويمد الجسور في زمن الهدم والانهيار.

حمى الله الأردن وزاد في خيره، ودامت قيادته الهاشمية نبراساً للأمة في كل حين.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :