facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الخصخصة والتنمية والاستثمار


د. صبري ربيحات
26-07-2025 11:30 PM

في بلادنا تستشري حمى الحديث عن الاستثمار والمستثمرين وطرق جلب رؤوس المال وتوظيفها في مشروعات اقتصادية وخدميه أكثر من ايه أحاديث أخرى بعض هذه الاستثمارات ذات قيمة اقتصادية مضافة وجميعها تنعكس على أرقام الناتج القومي الإجمالي ومع ذلك فبعضها لا ينعكس بالضرورة على التنمية الاجتماعية و نوعية حياة الناس ولا على مستوى التشغيل والدخل للافراد ولا مجتمعاتهم المحلية.

في العديد من مجتمعاتنا المحلية يسأل الناس أنفسهم السؤال الصعب الذي لا يبدو أن أحدا من المعنين مهتم في الإجابة عليه. هذا السؤال بتعلق بكيف أثرت الخصخصة على نوعية حياة الأردنيين؟ وهل المجتمع الأردني اليوم أكثر ازدهارا مما كان عليه قبل أن تطال الخصخصة معظم المرافق والأصول والخدمات؟

في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي كانت شركة مناجم الفوسفات تستوعب كل الباحثين عن عمل في محافظات الجنوب وتقدم مستويات أجور وحوافز وامتيازات كان لها الأثر في انتعاش دخول الاف الأسر وتمكينها من توفير مستويات مناسبة من الرعاية والتعليم والرفاه لابناءها كما شكلت مصانع اسمنت الجنوب رافدا اخر للنهوض الاقتصادي والاستقرار في محافظة الطفيلة.

كل ذلك تلاشى بعدما تقلص دور الحكومة وجرت خصخصة الأسمنت وبيعت غالبية حصص الدولة في شركة مناجم الفوسفات. فقد استغنت هذه الشركات التي أصبحت مملوكة لشركات استثمارية اجنبية عن غالبية المستخدمين وفقدت خاصية قربها من المجتمع المحلي ومرونة الاستجابة لحاجاته والتفاعل مع همومه.

على جبال الطفيلة ومعان والشوبك اليوم مئات المراوح العملاقة التي غرستها عشرات الشركات المستثمرة بواسطة شركاءها الاستراتيجين في طاقة الرياح لتجني ملايين الدولارات وتغير وجه المكان دون أن تقدم شيئا للمكان وأهله.

بالتزامن مع حركة الخصخصة والاستثمار الذي قد يعتمد في كثير من الأحيان على الإقتراض الداخلي ارتفعت اثمان المياه والكهرباء والضرائب والرسوم إلى مستويات تفوق قدرة الكثير من المواطنين على التسديد مما دفعهم للاقتراض والغرق في اتون الديون التي لا يقوون على تسديدها.

في حديث سابق مع بعض صناع القرار اقترحنا عليهم أن تقوم الشركات بزراعات حرجية تجميلية في الأراضي المستثمرة في طاقة الرياح في الأراضي التي نصبت عليها توربيداتهم ليشعر الناس بأن هذه الشركات أعطت للمكان شيئا مما أخذته منه.

المؤسف في كل هذا ان لا احد يستمع لما يقال ولا اظن ان هناك عنوان مركزي محدد يمكن أن يستقبل المقترحات او يتعاطى معها.

في مناطق المجمعات الصناعية في الشمال لا يختلف الوضع كثيرا عن ما يجري في الجنوب و كافة ارجاء البلاد. الفئات المستفيدة من الاستثمارات الجديدة محصورة في الوسطاء، والميسرين واعداد محدودة من العاملين ممن يجري استبدالهم بيسر. الأردن بحاجة إلى مراجعة عميقة لكل ما نقوم به من جهود لضمان حالة توازن بين التنمية والاستثمار و انعكاس كل ذلك على الناس الذين هم غاية التنمية ووسيلتها.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :