التشكيك في الأردن ومواقفه المشرفة
م. سالم خصاونة
27-07-2025 12:57 PM
* عبث لا يليق بوطن النخوة وملكها الهاشمي الوفي
منذ اندلاع العدوان على غزة لم يتأخر الأردن لحظة في أداء واجبه تجاه أهلنا هناك لا بكلام ولا بشعارات بل بأفعال واضحة وجهود متواصلة على الأرض وفي السماء وفي كل محفل دولي فُتحت المعابر الأردنية وأُطلقت الجسور الجوية وسُيرت قوافل الإغاثة وتحركت مستشفياتنا الميدانية في غزة والضفة واشتغلت المخابز في وجه الحصار بينما أبناؤنا وجنودنا وأطباؤنا وعمالنا يعملون بصمت بين الناس كأنهم من أهل الحي لا كسفراء أو موظفين .
ولم يكن هذا كله لولا إرادة ملك صادق لا يخشى في الحق لومة لائم الملك عبد الله الثاني الذي لم ينتظر موافقة أحد ولا ضوءا أخضر من عاصمة هنا أو هناك بل بادر ومنذ اليوم الأول بتحركات سياسية عاجلة وزيارات دولية وضغوط مكثفة في كل اتجاه لوقف العدوان وإدخال المساعدات ورفع الصوت باسم فلسطين دون مواربة أو حساب للمواقف المتقلبة .
الملك الذي وقف في وجه رئيس وزراء الاحتلال وجرائمه البشعة وأسمعه ما لم يجرؤ كثيرون على النطق به
الملك الذي لم يكن ظهوره مجرد بروتوكول بل حمل الرسالة وأوصل الصوت واستنهض الضمير العالمي
الملك الذي يحمل فلسطين في وجدانه كأنها ابنته
ويحمي القدس كأنها بيته
ويدافع عن أهل الضفة وغزة كأنهم شعبه
ويقف في وجه الظلم حتى وهو يدرك حجم الكلفة والتبعات .
جهوده في المحافل الدولية ليست خفية على أحد
ومواقفه في وجه ازدواجية المعايير والخذلان العربي والدولي معلنة وصريحة
لم يساوم على المبدأ ولم يهادن في الحقوق
بل حمل راية القدس والمسرى بكل ما فيها من رمزية دينية وتاريخية
ودافع عن كرامة الأمة حين صمت الكثير .
ورغم ذلك هناك من يتجرأ اليوم على التشكيك بالأردن ومواقفه وقيادته وكأن ما نقدمه من دم ودواء وماء وغذاء وقرار لا يكفي لإقناع أصحاب نظرية التخوين والاتهام الجاهز
التشكيك في جهود الأردن بات مباحا في بعض الزوايا الضيقة
بينما التشكيك بغيره أو حتى سؤاله محرم ومجرّم ومن يفكر فيه يصبح عميلا وجاسوسا وسحيجا وبائعا لفلسطين
هذا المنطق الأعوج لا يخدم فلسطين ولا يكرم شهداءها ولا ينصر أهلها بل يخدم الفوضى ويغذي الشقاق
نحن لا ندعي الكمال لكننا نطالب بالعدل والإنصاف
ونقول إن من حقنا أن نفخر بما يقوم به وطننا من أدوار عظيمة
وأن نرفع الرأس بملك يقف حين ينحني الآخرون
وأن نكون سندا للدولة لا معول هدم في خاصرتها
الأردن بقيادته الهاشمية وشعبه الوفي ومؤسساته الصلبة سيبقى الحاضن الصادق للقضية
والدرع الذي لا يساوم
والصوت العربي الأعلى في زمن الصمت الطويل
وسيبقى كما كان
الأقرب لفلسطين
والأشد حرصا على كرامتها
والأصدق في وعده وعهده
والموقف عنده لا يُشترى ولا يُباع .