المفاجأة كانت أمس عندما أعلن الصديق عمر كلاب اعتذاره عن مواصلة برنامجه الكبير 60 دقيقة لأسباب صحية، معلنًا عن حالة حبّ بالأحفاد ليعوض عن حالة الحبّ الفوقية التي عمادها السحر، و وأواصرها مشدودة بعضها إلى بعض بجاذبيّة مغناطيسيّة شديدة الغموض، ولا أعتقد أن أبو مؤاب قد قرر الاستسلام إلى ذهول الحالة.
حجة عمر كلاب محض عاطفية لا توازيها حالات من ارتحلوا عن الوظيفة الحكومية، فقد سبقه غيره من الزملاء لكنهم جميعا أصبحوا في حالة حبّ، وذهبوا جميعا إلى مكان آخر يقدموا لنا تاريخًا واطياف ذكريات و وفيض محبة.
الأصدقاء ما تعبوا يوما ولكنهم ولدوا من جديد، ولم يعشقوا المبالغة والتهور، وفي المضامين أن الوطن لا يصلح او يتابع سيره من دونهم، قافزين عن "تسليم الرّايات" التي توارثناها جيلًا بعد جيل لأنها سنة الحياة .
أبا مؤاب آخر ما قرأت لك "الثلاثاء الحمراء" لابراهيم طوقان كانت لوحة فكرية وأدبية و في الصدفة أنك غادرت سرج جوادك يوم الثلاثاء، كم هي مصادفة جميلة تشفع لك في غيابك وإنما كانت فعل براءة وصفاء أو من فعل حبّ.. والمعادلة تتلخص بكتابه التاريخ قبل القراءة عنه.
أزعم أنني أتصفّح عمّون بشكل شبه يوميّ لأقرأ للأحبة أحمد سلامة ، وصالح سليم الحموري وباسم سكجها ، لا بل أنني انتظرهم وكلي شوق، أنها لوحات ومعلقات تشبه " العشر " من شذرات الروابدة ، إلى صباح الخير يا سوريا وفي وداع زياد الرحباني، أما الحموري القادم من دبي فإنني أقف مذهولًا أمام لوحاته، وكذلك باسم الذي يبدع في تناول الشأن المحلي والإشادة بدولة جعفر حسان، الذي أعلن حالة الطوارئ ولا زال.
أبا مؤاب .. من على عمون والانحياز لها أشهد تزاحمًا تطغى فيه هموم الكلمة بمصيرها الإنساني، حتى تغدو وانت تقرأها تخال نفسك أمام لؤلؤة مغلقة طموحها وآخرها مرآتها ، وانت لا تزال ترغب بالمزيد لأنها مفعمة بالإغراء.
المشوار طويل وجدول الأعمال لا يزال فيه بعض الوقفات تبدأ في "سوف ودبين "وتنتهي في بيتك الجميل، وقد تشاركنا معك الكلمة التي لا زالت تحمل كل هذا التعسف الجمالي وتشحن بكل هذه الحمولة.
ترشحنا للبرلمان ورسبنا، حاولنا تشكيل حزب وفشلنا، ومضينا في دروب أروقة المستشفيات متعلقين بأمل الشفاء من الأمراض، ويبدو أن هذا غير لائق ولا عملي، ويبدو أنه اقتطاع الشكل عن المضمون، ولا زلنا بالانتظار.