facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مفاتيح نجاح رؤية التحديث الاقتصادي


م. موسى عوني الساكت
30-07-2025 12:25 AM

في ظل السعي المستمر نحو تحقيق تنمية اقتصادية شاملة ومستدامة، تبرز الحاجة إلى بناء فهم واضح ومتكامل لعدد من المفاهيم الأساسية التي تشكل العمود الفقري لأي مشروع وطني طموح، وعلى رأسها: الرؤية، الإستراتيجية، السياسات، الإجراءات، والخطط. هذه المفاهيم ليست مصطلحات تقنية مجردة، بل أدوات عملية يجب أن تتكامل وتتناغم لضمان التنفيذ السليم لأي رؤية اقتصادية، وعلى رأسها رؤية التحديث الاقتصادي.

‏‎الرؤية تمثل الطموح البعيد المدى، فهي الصورة المستقبلية التي نرغب في الوصول إليها. وفي حالة الأردن، فإن رؤية التحديث الاقتصادي تسعى لبناء اقتصاد منتج، مستدام، وتنافسي يوفر فرص عمل ويستقطب الاستثمارات، وينفتح على العالم.

لتحقيق هذه الرؤية، نحتاج إلى إستراتيجيات واضحة، وهي الخطط الشاملة التي تحدد كيف نصل إلى الأهداف المرسومة، من خلال تحليل دقيق للواقع الاقتصادي والفرص المتاحة، مثل التحول الرقمي، تعزيز الابتكار، وتنمية الصادرات.

‏‎أما السياسات، فهي المبادئ العامة التي توجه سلوك المؤسسات، مثل سياسة دعم المشاريع الصغيرة أو سياسة تعزيز الاستثمار. هذه السياسات تحتاج إلى إجراءات تنفيذية واضحة، وهي الخطوات التفصيلية التي تضمن تحويل التوجهات العامة إلى واقع ملموس على الأرض. ثم تأتي الخطط، التي تُترجم الإستراتيجيات إلى برامج ومبادرات محددة بزمن وميزانية ومسؤوليات، مثل خطة تطوير القطاع الصناعي أو خطة ربط التعليم بسوق العمل.

‏‎لكن كل هذه المكونات، مهما بلغت دقتها، تبقى حبرا على ورق إذا لم يكن هناك فريق عمل وزاري موحد يتابع التنفيذ ويربط بين هذه المفاهيم في إطار مؤسسي منسق. من دون هذا الفريق، سنشهد تكراراً للجهود، تضارباً في القرارات، وغياباً للمساءلة.

هذا الفريق يجب أن يكون ممثلاً عن الوزارات المعنية، ويعمل بروح واحدة لتنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي ضمن إطار واضح للمساءلة والرقابة وتقييم الأداء.

‏‎خلاصة القول، إن تحقيق التحديث الاقتصادي ليس مجرد إصدار وثيقة أو إطلاق شعار، بل هو عملية تراكمية تعتمد على فهم دقيق للمفاهيم الإدارية والتنظيمية، وتطبيق فعلي لها على أرض الواقع من خلال تنسيق مؤسسي فعال. فبدون رؤية واضحة، وإستراتيجية محكمة، وسياسات داعمة، وإجراءات منظمة، وخطط واقعية، لن يكون هناك تنفيذ ناجح، ولن تتحول الرؤية إلى واقع.

‏‎وهنا تبرز أهمية الإرادة، والإدارة الكفؤة، وفريق العمل الموحد، كضمانة حقيقية لتحقيق ما نصبو إليه من تنمية اقتصادية حقيقية.

"الغد"





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :