ويبقى الأردن هو السند والعضد
فيصل تايه
30-07-2025 11:35 AM
كم غضبنا وشجبنا واستنكارنا وحذرنا من تفاقم الكارثة الإنسانية، واعرابنا عن استيائنا من التصرفات الإسرائيلية في ظل تزايد أعداد الغزيين الذين يموتون جوعاً ، ورغم اتساع رقعة الرفض العالمي ، وضمن موجة استنكار عالمية تفضح العدو الصهيوني وتعرّي سلوكه غير الأخلاقي ، لما ترتكبه «إسرائيل» بحق الأطفال والنساء في فلسطين، ووسيلة التجويع لقتل الجميع في القطاع ، لكن لا يبدو كل ذلك مؤثر ، إلا أن كيان الاحتلال لا يعير كل ذلك أي اهتمام ويستمر في حالة الحصار والتجويع.
يومياً يتساقط الأطفال شهداء من الجوع، وثلث السكان لم يتناولوا وجبة طعام واحدة منذ عدة أيام حسب برنامج الأغذية العالمي، بينما لا تزال لغة البيانات تناشد وترجو وتدعو لإنهاء هذا الحال، ولو تم قياس ما يجري مع ما يتضمنه القانون الدولي الإنساني، لتَبين أن جريمة التجويع هي جريمة حرب بذاتها، إلا أن عدم اكتراث إسرائيل -كما يبدو- لا يدفع لأي تحرك دولي من أجل إجبار هذا الكيان على إيقاف هذا العدوان التجويعي ورفع الحصار عن غزة.
اليوم ، وفي الوقت الذي تتوالى فيه التصريحات والبيانات المؤكدة بان استخدام الحصار والتجويع كأدوات لإخضاع سكان غزة ومنع وصول المساعدات، وأداة لارتكاب الإبادة الجماعية ، هو مخالفة صريحة للقانون الدولي الإنساني، وتُحمِّل هذه البيانات «المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة»، كما تتفق بيانات التنديد والاستنكار على ان ما يجري في غزة هو «انتهاك صارخ لكل القيم الإنسانية والشرائع الدولية».
لذلك ، فقد ادركنا ان ما يشهده قطاع غزة ليس مجرد أزمة إنسانية بل «أزمة أخلاقية تتحدى الضمير العالمي»، حيث تحرك الاردن بقيادة جلالة الملك ودعى المجتمع الدولي إلى العمل الفوري لوقف الكارثة انتصاراً للقيم الإنسانية في غزة، فكان ذلك التزاماً ينبع من ثوابت وطنية وقومية تجاه فلسطين وأهلها ، حيث فتح الاردن جبهة إسناد إغاثية جديدة وعاجلة بمشاركة جميع أجهزته لإغاثة اهلنا المنكوبين في غزة ، وتقديم الدعم الإنساني والطبي اللازم ، اذ سيّرت القوات المسلحة الأردنية والهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية الشاحنات والطائرات المحملة بالمساعدات الغذائية والطبية والإغاثية المستعجلة ، حيث تميزت الجهود الأردنية بالتنسيق العالي مع المنظمات الدولية، لضمان إيصال المساعدات رغم التحديات الأمنية والقيود المفروضة على المعابر ، ناهيك عن استمرارية عمل المستشفيات ميدانية الاردنيه .
الى ذلك .. ورغم الجهود الكبيرة والمواقف المشهودة للأردن، لم يسلم الأردن من حملات التشكيك التي روجت لمزاعم باطلة دارت باتهام الأردن ، فالأردن لم ولن يقايض إنسانيته أو مواقفه القومية ، بل كان ولا يزال يتحمل كلفة تلك الجهود بالكامل، التزاما منه بمسؤوليته الأخلاقية والتاريخية تجاه الشعب الفلسطيني ، كما ولم يقتصر الدعم الأردني على الجانب الرسمي فقط، بل كان للشعب الأردني حضور لافت في حملات التبرع والمبادرات الشعبية، مما يعكس وحدة الموقف الشعبي والرسمي تجاه القضية الفلسطينية.
والله ولي التوفيق