facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حماس بين التحريض على الأردن والاساءة الممنهجة لدورنا الاغاثي والإنساني


أ.د. خلف الطاهات
02-08-2025 11:49 AM

قبل أكثر من سنة، كتبت في هذا المنبر "عمون" مقالا بعنوان "ماذا تريد حماس من الأردن؟"، كانت دعوة صريحة للمكاشفة وفهم السلوك السياسي المتذبذب الذي تنتهجه قيادة الحركة، خصوصًا في تعاملها مع الأردن – الدولة التي وقفت تاريخيا، رسميا وشعبيا، مع الشعب الفلسطيني في كل المحطات المفصلية.

لكن وبعد مرور عام فقط، تتكشف الصورة أكثر، وتزداد المؤشرات وضوحا، حماس لا تواجه الاحتلال فقط، بل تنخرط في مشروع سياسي وإعلامي مكشوف لتقويض دور الأردن، وزعزعة أمنه، والتشكيك في جهوده الإنسانية تجاه غزة، في موقف لا يخلو من طعن في الظهر وسقوط أخلاقي فادح.

منذ بداية السابع من أكتوبر، ظهرت موجة مريبة ومخططة من التصريحات والتعبئة الصريحة من قادة حماس في الخارج، وعلى رأسهم خالد مشعل، خليل الحية، وباسم النعيم. تم بث رسائل تحريضية عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل وفيديوهات مسجلة تدعو عشائر الأردن للانتفاض، وتحرض على كسر الحدود، وكأن المطلوب ليس دعم غزة، بل تفجير الوضع الداخلي الأردني. فهل هذا هو دعم القضية؟ أم تنفيذ أجندة عبثية لتوريط الأردن في فوضى محسوبة تُرضي من يديرون اللعبة من الخارج؟

ما لا يمكن تفسيره أو تبريره هو الاستهداف الإعلامي والسياسي الممنهج للأردن، رغم أنه أحد أكبر الداعمين لغزة إنسانيا، بل الاردن من بين الدول العربية المتفردة التي ترسل بانتظام قوافل مساعدات طبية وغذائية بشكل يومي تقريبا، جوا وبرا، وتُسقط المساعدات من الجو رغم المخاطر، وتُشغّل مستشفياتها الميدانية رغم القصف والخطر، وخطابها الاعلامي والدبلوماسي لم يهدأ للحظة لمساعدة اهل غزة وخاصة في المحافل الدولية.

لكن قادة حماس الخارج يصرون على التقليل من هذه الجهود وبجحود رخيص ينم عن عدائية، بل ويتجاوزون ذلك بالمطالبة بإطلاق سراح "معتقلين" من جماعة الإخوان المنحلة وتم ضبطهم بتهم ارهابية خطيرة تتعلق بأمن الدولة. فهل أصبح أمن الأردن مباحا؟ وهل يحق لفصيل فلسطيني أن يتدخل في شؤون دولة ذات سيادة بهذا الشكل السافر؟

دعونا نكاشف أنفسنا بشجاعة أكثر، من المسؤول عن الكارثة الإنسانية التي تعيشها غزة اليوم؟ هل هو الأردن الذي ينسق الجهود الاغاثية المحلية والدولية ويوصل المساعدات وينسّق مع منظمات الإغاثة؟ أم قيادة حماس التي لم تقدم منذ بداية الحرب خطة إنقاذ واحدة للمدنيين، ولم تتراجع عن خطابها العنيد حتى في ذروة لمفاوضات، بل وتمارس أقسى أشكال التسلط داخل غزة ضد الأصوات المختلفة؟

اليوم، لم يعد خافيًا أن غزة تُجوّع – ليس فقط بفعل الاحتلال – بل أيضا من قبل من يدّعون تمثيلها، ويستخدمون مأساتها كورقة تفاوض وابتزاز سياسي.

القيادة التي تحرّض على الأردن، وتشكك في مواقفه، وتتجاهل تضحياته، لا يمكن اعتبارها جزءا من المشروع الوطني الفلسطيني. بل أصبحت، للأسف، أداة إضعاف وتشويش، لا تختلف كثيرا عن أدوات الاحتلال نفسه.

حماس اليوم لم تعد فقط خارج السياق، بل باتت خارج الإجماع. وخارج أخلاقيات العمل الوطني الفلسطيني. وتدفع ثمن تحالفاتها وتناقضاتها – لكن للأسف على حساب الأبرياء في غزة، وعلى حساب علاقة تاريخية مع الأردن لم تعرف غير الدعم والاحتضان.

من المؤلم أن يكون أول من يطعن الجهد الاردني المخلص هم من يدّعون تمثيل القضية. التصريحات العدائية التي يطلقها بعض قادة حماس الخارج لا تخدم سوى مشروع الفوضى والفتنة، وتُظهر هؤلاء القادة كأشخاص بعيدين عن همّ أهلهم في غزة، منشغلين بخطابات استعداء، بدل أن يكونوا جسور تواصل وتقدير لكل من يقف مع الشعب الفلسطيني فعلا لا شعارا.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :