facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الأردن وفلسطين: بين الهجوم غير الواعي والموقف التاريخي الثابت


د.مأمون الشتيوي العبادي
04-08-2025 12:09 PM

في خضم الأحداث المتسارعة التي تعصف بالمنطقة، يطفو على السطح خطاب مأزوم، يتبناه بعض الأفراد أو الجهات على وسائل التواصل الاجتماعي، يهاجم الأردن وسفاراته ويتهمه زيفًا بالتخلي عن القضية الفلسطينية أو “بيعها”. هذه الاتهامات، وإن كانت مؤلمة في ظاهرها، إلا أنها تكشف عن جهل عميق بالمواقف التاريخية والسياسية التي اتخذها الأردن، وتحديدًا القيادة الهاشمية، في دعم القضية الفلسطينية منذ بداياتها وحتى يومنا هذا.

الأردن لم يكن يومًا عابرًا في مسار القضية الفلسطينية، بل كان في قلبها، سياسًا وشعبيًا. قدم أبناؤه أرواحهم فداء لفلسطين، من اللطرون إلى القدس، حيث لا تزال قبور الشهداء الأردنيين شاهدة على ثبات الموقف وصدق النية. مئات الجنود الأردنيين استشهدوا دفاعًا عن القدس والمقدسات، قبل أن تبدأ كثير من الدول برسم مواقفها أو حتى الاعتراف بالحق الفلسطيني.

السياسة الأردنية تجاه فلسطين لم تكن يومًا قائمة على المزايدة أو الشعارات الرنانة، بل على ثوابت راسخة: دعم الحق الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967، عاصمتها القدس الشرقية، والتمسك بالمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، وهو موقف لا يزال الأردن يدافع عنه في المحافل الدولية، ويدفع ثمنه سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا.

نعم، قد يخطئ بعض المسؤولين، وقد تحدث هفوات في أداء بعض السفارات أو الخطاب الإعلامي، وهذا أمر لا ينكره عاقل. لكن تحويل ذلك إلى اتهام للأردن كله، دولة وشعبًا وقيادة، بأنه “باع القضية”، هو جريمة أخلاقية وتزوير للتاريخ.

على العكس، الأردن كان في الصفوف الأولى في مواجهة مشاريع التصفية، من صفقة القرن إلى مشاريع التوطين، وكان صوته واضحًا في رفض كل ما يمس الثوابت الفلسطينية. كما استقبل ملايين اللاجئين، وفتح مدارسه ومستشفياته وقلوب أبنائه لهم، ولم يتاجر بقضيتهم.

نحتاج اليوم إلى وعي ناضج، يتفهم تعقيدات الواقع دون أن ينزلق إلى جلد الذات أو تخوين الآخر. نحتاج إلى خطاب وطني، صادق، يميز بين الانتقاد البناء وبين بث الشائعات أو الترويج لأجندات معادية.

نقولها بضمير حي: الأردن لم ولن يساوم على فلسطين. وإن كان هناك من نقد، فلنطرحه بمسؤولية، بعيدًا عن الاتهام والتجريح، فالقضية تحتاج إلى كل صوت حر، لا إلى مزيد من التفرقة والتشكيك.

الأردن وفلسطين… مصير مشترك، ودم واحد، وقضية لا تموت.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :