في مواجهة تجار "المواقف" وفنون صناعة "الكذب"
فيصل تايه
04-08-2025 02:30 PM
يواجه الاردن حربًا كلامية شرسة تهدف إلى نشر الأكاذيب والمعلومات المضللة بقصد التشكيك في مواقفه وتقويض وحدته والتحريض على الفتنة في نسيجه الواحد ، اذ ان "الأقلام" المسمومة و "الافواه" الملسونة المدعومة من جهات معروفة نشطت خلال الأيام القليلة الماضية ، في مخطط مشبوه لبناء ثقافة تقوم على "الظن " مدعومة وراء سياسة "صناعة الكذب" تهدف إلى "غسل العقول" وخاصة في هذه الأوقات الحاسمة والتي من الضروري فيها أن يتكاتف الجميع تحت راية وطنية واحدة، مع تعزيز الجبهة الداخلية لمواجهة كافة التحديات .
اليوم ومع استمرار الدعم المقدم لاهنا في غزة ، اخذ الاردن على نفسه ووعداً ثابتاً أن لن يتراجع، وانه ماض في عمليات الإغاثة الإنسانية ورفع الحصار، ووقف القتل، وكسر سلاح التجويع ، مع الرفض المطلق التعامل مع هذا الامر خارج إطار بعده الإنساني الإغاثي او إصدار ايه أحكام سياسية عليها ، وبغض النظر عن أية نقاشات سياسية ، مع المضي بالضغط باتجاه إزالة اية معيقات إسرائيلية تحول دون تحقيق ذلك .
تلك هي معركتنا الأخلاقية، وموقفنا فيها موقف إيماني ، بل هو فعل متصل بعلاقة وجودية، فالأردن لا يقبل مشاهدة الضيم الذي يلحق بالإخوة في غزة دون أن يكون له موقف مساند وثابث ، فنحن نرى في قضية فلسطين قضيتها الأولى وعمقنا ، وفي ثقافة شعبنا الاردني ان الوقوف مع أهلنا في غزة ليس خياراً، بل فرض عين وكرامة لا تُباع ولا تشترى ، فكلما اشتد الجوع في غزة، اشتد عزم الاردنيين ، وكلما صمت العالم، تكلمت ارادة شعبنا ومليكنا وارتفع صوته مناشداً العالم ، وكلما نزلت دمعة من عين طفل غزّي، اشتعلت في قلوبنا نيران الغضب، ومضينا في دربنا حتى كسر القيد وإسقاط الطغيان.
الى ذلك ، فلم نسلم من حملات التشكيك التي روجت لمزاعم باطلة ، فالأردن لم ولن يقايض إنسانيته أو مواقفه القومية ، بل كان ولا يزال يتحمل كلفة تلك الجهود بالكامل، التزاما منه بمسؤوليته الأخلاقية والتاريخية تجاه الشعب الفلسطيني ، لكن حملات التشويه حملت صورة نمطية كريهة في محاولات للتواطؤ مع الخسه الحاقدة وبتأييد من بعض الجهات المعروفه ، مما كشف مدى "التحامل" على هذا البلد وشعبه وقيادته باساليب الابتذال والتهكم والسخرية ، وببراعة أكسبت احاديثهم وكتاباتهم مسحة من الموضوعية المزيفة ، في محاولات خائبة لتحويل صورة الاردن إلى صورة مغايرة تؤثر على الإدراك العام لحقيقة هذ البلد وتزرع في عقول الناس اتجاهات معادية ورافضة .
اليوم علينا التصدي لتلك المؤامرات التي تحاك ضدنا والرد على كافة الهجمات الشرسة الموجهة والهادفة لإحداث الوقيعة وبث الفرقة والبلبلة في صفوف مكوناتنا ، كما ويجب تسخير كافة الإمكانات اللازمة والطاقات المدربة والمؤهلة لأداء هذا الدور، والعمل على استمالة كافة الشرائح المثقفة والمؤثرة ، والقادرة على مخاطبة الراي العام والعالم في مواجهة الخطط المضادة والمدعومة بالإمكانات الكبيرة للنيل من الاردن .
اليوم نحن مسؤولون بشكل خاص عن مواجهة تجار "المواقف والأفكار" من الذين تاجروا باخلاقهم وروجوا لأفكارهم الخبيثة "كسلع" تباع وتشترى ، فكان لهم محاولات دنيئة لتوتير الراي العام ومحاولات إيقاعه في ارباك متعمد بهدف شقق وحدة الصف ، لكنهم في الحقيقة هم تجار "الخبث " يسهمون في تكريس "واقعهم المريض" وإعادة إنتاجه "بكامل علله"
اليوم علينا رسم وتبني استراتيجية واضحة الرؤى والمعالم ، استراتيجية مرنة وموحدة تخرجنا من إعلام الصالونات والبلاط إلى الشارع والواقع والرأي العام مع ضرورة تعزيز المنصات الإعلامية الوطنية التي تركز على نشر الحقائق والوقائع ، وهذه المنصات يجب أن تكون متاحة على جميع الأصعدة الإعلامية، بما في ذلك التلفزيون، الإذاعة، الإنترنت، ووسائل التواصل الاجتماعي، وذلك للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة .
والله ولي التوفيق