ملك لا ينكسر وراية لا تنكس
م. سالم خصاونة
04-08-2025 10:02 PM
في زمن تتكاثر فيه السهام وتتشابك فيه الخطوب يحاول البعض عبثا أن يكسروا شوكة قائد لم ينحن وأن يطمسوا مواقف ملك ما تراجع يوما عن مسؤولياته ولم يتخاذل لحظة عن قول كلمة الحق في زمن التردد والانكسار.
يريدون تحميل الملك ما لا طاقة لنا به ويتناسون أن هذا الوطن الصغير بحجمه الكبير بقائده يحمل على كاهله من الأعباء ما تعجز عنه دول غنية بثرواتها مترامية الأطراف بجغرافيتها ويتناسون شح الموارد وقلة الإمكانيات ويغفلون عن حقيقة جوهرية أن في الأردن ملكا هو صاحب الموقف وراعي المبادرات والمدافع الأول عن فلسطين وعن القدس وعن كرامة الأمة.
إنه الملك عبدالله الثاني ابن الحسين الملك العربي الهاشمي الأصيل الذي لم تلوثه الحسابات الضيقة ولا أغرته الصفقات ولا أرهبته التهديدات رجل في زمن عز فيه الرجال صوته مسموع في المحافل الدولية ومواقفه واضحة لا تحتاج إلى تأويل حين صمت الجميع تكلم وحين تردد الآخرون تقدم.
ولنا في موقفه الأخير من غزة شاهد لا يغيب وقف وحده في وجه المجازر وقالها صريحة في وجه العالم لن يقف الأردن صامتا أمام الجرائم المرتكبة في غزة لن نقبل أن تكون كرامة الإنسان الفلسطيني سلعة تفاوض ولن نسمح بأن تفرغ القضية من محتواها الأخلاقي والإنساني وأمر بإرسال مستشفى ميداني عسكري كامل إلى قطاع غزة رغم الحصار وحرك طائرات سلاح الجو لنقل الجرحى والدواء وأشرف بنفسه على جهود الإغاثة لأن فلسطين ليست قضية سياسية لديه بل قضية شرف وهو ابن الحسين الذي روت دماءه ثرى القدس الطاهر.
ألا يكفي الأردن فخرا أنه ظل صامدا رغم كل التحديات، ألا يكفيه شرفا أنه لم يبع مواقفه ولم يتخل عن قضاياه ولم يسمح أن تباع فلسطين في بازار الصفقات.
إن الأردن بكل ما فيه هو صمام أمان لهذه الأمة وملكه هو نفس الأمة وضميرها الحي وقلبها النابض وإن من يهاجمون الأردن اليوم لا يعرفون قدره ولا يدركون حجم ما تحمل من أجلهم وأجل قضاياهم.
فدعوا عنكم كسر شوكة هذا الملك فلن تكسر ما دامت إرادته من إرادة شعبه وعزيمته من تاريخ أجداده ورايته خفاقة بسواعد الأحرار.
هذا هو الأردن وهذا هو ملكه مواقف لا تهادن وقيادة لا تشترى وكرامة لا تساوم.