وطني بامتياز عركته الأيام وعركها. القضية الفلسطينية تشغله منذ شبابه المبكر. انه المهندس خليل حسين عطية رجل متوافق مع نفسه، معتز بهويته الوطنية والقومية.
شغل كرسي النيابة الأردنية عدة دورات كان خلالها وفيًا لعروبته، وقيادته الهاشمية. مواقفه تحت قبة البرلمان تشيد بحسه الوطني. والده –رحمه الله- كان مقاولاً كبيرًا، لم يخلف له ثروة فحسب، بل خلف له قيمًا أخلاقية ما زال يعتز بها.
خليل عطية الذي غادر كرسي النيابة مؤخرًا هو بحق من جِبلة أخرى لا تنافق او تساوم على مواقفها الوطنية.
في حوار أجري معه ذات مرة سئل هذا السؤال: اذا أقيمت الدولة الفلسطينية أي جنسية تختار الأردنية ام الفلسطينية؟ كانت اجابته السريعة، سأبقى احمل الجوازين الأردني والفلسطيني لن أنسى افضال الأردن علي وعلى اسرتي.
اذا تم تحرير فلسطين بعون الله سأغادر الى مدينة آبائي واجدادي "اللد" في فلسطين لأعمر بيتًا هناك، وعندها سأتنقل بين الأردن وفلسطين.
خليل عطية نموذج فريد في وفائه واخلاصه لهذا البلد الذي انعم عليه بثروة لم ينس حق الله فيها، ثروة آلت اليه من المرحوم والده، فما كان منه الا ان ضاعفها.
خليل عطية حين كان نائبًا اعتبر نفسه "نائب وطن" وليس نائب عشيرة او قبيلة.
يحسب لهذا النائب الذي كان يحصل على اعلى الأصوات انه ظل وفيًا لضميره يمد يد المساعدة لمن يطرق بابه.
في كل جلساته يعترف خليل عطية بفضل مخيم الحسين على نجاحاته ففيه رأى نور الحياة.
وكما يقال الرجال معادن، منهم من معدنه أصيل لا يساوم عليه ومنهم من يساومون يرقصون على كل دُف.
على امتداد حياته النيابية ظل صاحب قيم ومبادئ، لا يتخلى عنها. قريبًا من هموم الشعب، ما من أحد مهموم قصده الا وسارع الى نجدته ما دام مظلومًا.
تحب فيه صراحته والتي كثيرًا ما دفع ثمنها شأن الكبار الذين يحرصون على قيمهم واخلاقياتهم.
قلت في البداية ان هذا الانسان رجل ولا كل الرجال. يراجع نفسه ان أخطأ، معترفًا بخطئه.
وصدق الشاعر حين قال:
إذا احب الله يوماً عبده القى عليه محبة الناس
youseffmahmouddd34@gmail.com