قبيل إعلان نتائج التوجيهي "كونوا رحماء مع ابنائكم"
فيصل تايه
07-08-2025 08:54 AM
أكدت وزارة التربية والتعليم أنها ستعلن نتائج الثانوية العامة لعام ٢٠٢٥ "الامتحان العام" في موعدها، في تمام الساعة الخامسة من مساء اليوم الخميس الموافق ٧ اب ، وبذلك فان هذه النتائج ستكون محط انظار واهتمام افراد الاسر الاردنية كافة، وفي هذه المناسبة لا بد لنا أن نوجيه رسالة شكر لكل الذين عملوا في هذا الفعل الوطني الكبير على جهودهم الخيرة ، فهم من خطوا بعزم الواثقين خطوات النجاح والاجتهاد والتوكّل على الله ، مستلهمين روح الإصرار في مسيرةٍ حافلة ظلّت مقترنة على الدوام بجذوة الفعل المتقد بالعمل ، وبعظمة عطاء استثنائي أسمعت أصفاده كلّ ارجاء الوطن، ليأتي جوهر الإنجاز بعد صبر طويل واحتباس للأنفاس ، ولتتكلل بالإعلان رسميا لنتائج الثانوية العامة في وقتها وزمانها ، ولسان حالهم يقول "العهد هو العهد" ، عهد من كانوا فيه على موعدٍ بكل ما هو جميل ، ولتنطلق الزغاريد طرباً وابتهاجاً بما سيحصل عليه فلذات أكبادنا.
نعي تماماً كأسر وأولياء امور ان المقلق خلال الساعات القليلة القادمة "حالة الترقب" في انتظار إعلان النتائج ، فالأجواء الأسرية مشحونة بالشغف المقرون بالتوتر ، لان هذه النتيجة خطوة فارقة في حياة ابنائهم ، ومصير الأبناء معلق بها ، لذلك دعوني أوجه رسالة صريحة إلى أولياء الأمور ادعوهم من خلالها بان يتعاملوا مع هذه النتائج بواقعية ، وان يكونوا أكثر تحكما في ردود أفعالهم ، وعدم التفكير بقلق كبير مبالغ فيه ، واًن لا يظهروا علامات التوتر ، بحيث لا يدعوا الفرصة لمشاعرهم الداخلية أن تسيطر على تعاملهم مع أبنائهم ، لان ذلك يزيد من حالة الإجهاد النفسي والاضطراب التي يشعر ويتأثر به الأبناء .
علينا اليوم ان نكون رحماء مع ابنائنا ، وان نظهر نوعاً من الرأفة والتعاطف واللين في مواجهة الضغوط التي تقع عليهم ، متمنياً التعامل مع النتيحة بعقلانية وهدوء ، حفاظا على مشاعرهم وصحتهم ومستقبلهم ، وتجنب ارتكاب اي ردات فعل نحن بامس الحاجة للابتعاد عنها ، اذ علينا اليوم ان نكون داعمين لهم ، فالابناء الآن يحتاجون الى رفع درجة ثقتهم بانفسهم ونظرتهم لمستقبلهم ، خاصة وهم ينتظرون النتيجة على احر من الجمر ، ومن المهم عدم التركيز على المعدل ، وتجاهل الجهود الذي بذلوها خلال فترة الامتحانات .
يجب ان نعي تماماً ان التوفيق من عند الله - عز وجل- والمسؤولية في ذلك تقع على الجميع ، ذاك بتشجيع الأبناء على تقبل النتائج خاصه من ( الأباء والأمهات والأخوة والأخوات والاقارب والجيران ) ، فهم اليوم بأشد الحاجة لإشعارهم بان نتيجة الامتحان "مهما كانت" هي ثمرة جهد وتعب وثمار ما قدموه ، لذلك فالمطلوب ان يكونوا واقعيين في تقبل النتائج ، ذاك بالبعد عن مظاهر الغضب واللوم والتهديد واجراء المقارنات ، فهذه السلوكيات تدفع الابناء للاحباط والغضب والانفعال .
اليوم سنلاحظ أن ابناءنا وحسب طبيعة سلوكنا الاجتماعي ، ستعتريهم تخوفات وتوجسات حول كيفية مواجهة مجتمع المعارف والاقارب ، خاصة إذا كانت معدلاتهم تخالف توقعات الأهل ، اذ ان الامتحان وللأسف اصبح يشكل تنافساً اسرياً بين هذا الطالب وذاك وبين هذه الطالبه وتلك ، بدون مراعاة للفروق الفردية لمستوياتهم ، كما وأصبح معدل الأبناء في الثانوية هو الميار للتباهي دون الالتفات إلى قدرات الطلبة العلمية.
اما رسالتي الى الطلبة وهم محور الاهتمام ، فاني ادعوهم ان يتعاملوا مع النتيجة بواقعية ، وان يبتعدوا عن مظاهر المبالغة في الفرح لمن حالفهم الحظ في النجاح مراعاة لشعور زملائهم الطلبة الذين لم يحالفهم الحظ ، او من لم يحصلوا على معدلات كانت ضمن توقعاتهم وحساباتهم ، أما ابناءنا الطلبة الذين لم يحالفهم الحظ او الحصول على معدلات كانوا يتمنون الحصول عليها ، فانصحهم بعدم المبالغة في الحزن والندم فهذه النتيجة ليست نهاية المطاف فدورة الحياة لا تنتهي بالإخفاق في امتحان ولنجعل من هذا الامتحان عبرة لبذل المزيد من الجهد والتعب والدراسة والمثابرة ، فالفرصة ستاتي بأن الله فامامهم "الدورة التكميلية" ، لتعويض ما فات ومواصلة الامنيات وتحقيق معدلات تناسب طموحاتهم وتوقعاتهم ومدى استعدادهم وجهدهم ، فنتائج هذا الامتحان ليست الا عبرة وخبرة للمستقبل .
وأخيراً ، فالفرحة فرحتنا جميعا ، والعرس وطني بامتياز ، متمنين من الطلبة واولياء امورهم الالتزام بتعليمات الجهات الامنية ، لان هناك جملة من الإجراءات والخطط الأمنية والمرورية المشددة بالتزامن مع إعلان نتائج امتحان الثانوية العامة ، حفاظا على سلامة المواطنين ، اضافة لتكثيف الانتشار الامني والمروري في كافة محافظات المملكة لضبط المخالفات المرورية الخطرة المرتبطة بالتعبير الخاطئ عن الفرح ، وكذلك مراقبة إطلاق العيارات النارية ، ومتابعة مرتكبيها - إن وجدت -
مسك الكلام .. "مبروك" لمن سينجح "وهاردلك" لمن لن يحقق النجاح.
والله ولي التوفيق