facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أطفالنا كيف نحميهم في بوتقة الذكاء الاصطناعي


ماجدة الشوبكي
12-08-2025 11:57 AM

لقد بات الذكاء الاصطناعي ،شريكا دائما في تفاصيل حياتنا اليومية ،وبينما تتوسع استخداماته، في التعليم والترفية والتواصل ، تظهر مخاطر جديدة تتربص بالفئات الأضعف، في المجتمع ،وعلى رأسهم الأطفال.

الخطر هنا لا يأتي من الجهاز ذاته ،بل من الاستخدام السيئ للذكاء الاصطناعي ، من قبل فئات سيئة ، تسعى لاستغلال براءة الأطفال، عبر أدوات تبدو ذكية ومقنعة، لكنها في جوهرها أدوات احتيال مموهة.

قد أصبح بإمكان المحتالين ، استخدام تقنيات التزييف العميق ،لتقليد وجوه الآباء، أو إنشاء شخصيات افتراضية ،تشبه الأطفال وتخدعهم، نفسيا وسلوكيا ،وتنشر روبوتات المحادثة ،التي توهم الطفل بأنه يتحدث مع صديق حقيقي ، بينما هو يتفاعل مع آلة، لاستدراجه أو التأثير على قراراته ، وقيمة وسلوكه وفكرة.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة ، لماذا الأطفال ؟

ببساطة يأتي الجواب :

لأنهم مستخدمون نشطون لهذه التقنية، ولا يملكون أدوات النقد ، أو الفهم الكافي لما وراء الشاشات ،ويثقون بسرعة في العالم الرقمي ،وبطبيعتهم يحبون الاستكشاف ، كل هذا يجعلهم هدفا سهلا ، ويضاعف مسؤوليتنا ، الأهل والمربين.

ولحماية ؟أطفالنا من هذا الاحتيال المتقن، لا بد من إجراءات تربوية ،ووقائية فاعلة ، تتكامل فيها التوعية مع المتابعة ، والرقابة مع بناء الثقة .

لذلك من الضرورة أن يتعلم الطفل، كيف يميز، بين الحقيقي والافتراضي ،بين الموثوق والمزيف ،هذه المهارات ضرورة ،و هي أساس البقاء الآمن، في هذا العصر .

أمر تربوي آخر هام، هو بناء جسور من الثقة ،لأن الأطفال لا يحتاجون إلى من يراقبهم ، بل إلى من يستمع لهم ،يناقشهم ، يطرح عليهم الأسئلة باهتمام ، ليكون الصدى لدى الطفل ،هو الشعور الآمن ، والاحترام ، فالعلاقة التشاركية هي السلاح الأقوى، ضد الانغلاق ، أو السقوط ضحايا للرقمنة .

فمن خلال الرقابة الأبوية، وتحديد التطبيقات ، وضبط الإعدادات ،وكلها وسائل مهمة ، لكن يجب أن تكون هذه الإجراءات ،معلومة وواضحة للطفل ،حتى لا تتحول إلى رقابة خفية ، تدفعه لاستخدام أجهزة الآخرين ،أو البحث عن طرق لتجاوزها .

كذلك تعزيز التفكير النقدي ، والشك الايجابي ، مثلا : هل هذا منطقي ؟ ،هل يمكن أن يقول أبي هذا ؟ ،لماذا يريد هذا التطبيق معرفة موقعي ؟ ،لماذا يطلب مني هذه المعلومات ؟ وغيرها .

هذه الأسئلة البسيطة، إذا تعلم الطفل طرحها ، ستشكل حصانة داخلية ،ضد أي تلاعب خارجي .

كذلك من الأمور الهامة ، تحصين الطفل نفسيا ،وقيميا ، لان ذلك يشعره بالأمان والحب ، مع والدية ، ويكون أقل عرضة للاستجابة ، لأي تهديد أو إغراء ، فأن التربية بالقيم ، وبناء الهوية ، وزرع الثقة بالنفس ، هي من أهم الدفاعات الراسخة ، أمام أي احتيال .

الذكاء الاصطناعي ليس سيئا ، ويجب أن نخافه أو نخشاه ، لكن بالوقت ذاته ، ليس لعبة ، نترك أطفالنا يتعاملون معها بمفردهم ، أن حماية الطفل اليوم ، لا تعني فقط تأمين طعامه ولباسه ، بل أيضا عقلة الرقمي ،وتزويده بالأدوات التي تمكنه من التفاعل الواعي ، مع هذا العالم الجديد .

الأمان بالمستقبل ليس مسألة تقنيات فقط ، بل مسألة تربية واعية ،ومجتمع يملك البوصلة الأخلاقية ، في زمن تتكاثر فيه الوجوه ، ولا تعرف الحقيقة بسهولة.

* رئيس قسم العلاقات العامة والأعلام ووحدة تمكين المرأة والشباب - بلدية الشوبك





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :