facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




في مواجهة المخططات العدوانية والأطماع التوسعية


فيصل تايه
14-08-2025 09:25 AM

التصريح المازوم لرئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" والذي عبر من خلاله عما يعتمل صدرة من أطماع عدوانية توسعية تثبت جديا أنه في "مهمة تاريخية وروحية"، ومتمسك "جداً" برؤية إسرائيل الكبرى "كما صرح وادعى" والتي تشمل الأراضي الفلسطينية، وربما أيضاً مناطق من "الأردن ومصر" بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" ، حيث جاء ذلك في محاورة تلفزيونية على قناة "i24" الإسرائيلية، والذي حاوره فيها المتطرف "شارون غال" ، الذي كان لفترة وجيزة عضواً يمينياً في الكنيست، والذي أهدى نتنياهو تميمة على شكل "خريطة الأرض الموعودة"، كما وان نتنياهو وخلال المقابلة وحين سئل عن مدى ارتباطه "بهذه الرؤية" لإسرائيل الكبرى، أجاب بصراحة : "بالتأكيد" ، كما وسُئل عن شعوره بأنه في مهمة نيابة عن الشعب اليهودي، فأجاب بأنه "في مهمة أجيال؛ فهناك أجيال من اليهود حلمت بالمجيء إلى هنا، وأجيال من اليهود ستأتي بعدنا".

ان من الملاحظ ان مصطلح "إسرائيل الكبرى" كان قد استخدم بعد حرب الأيام الستة في يونيو/حزيران ١٩٦٧ أو ما يعرف بـ"النكسة" للإشارة إلى إسرائيل والمناطق التي احتلتها آنذاك والتي تضم القدس الشرقية، والضفة الغربية، وقطاع غزة، وشبه جزيرة سيناء، ومرتفعات الجولان ، كما وان بعض الصهاينة الأوائل استخدموا هذه العبارة للإشارة إلى إسرائيل الحالية، وغزة والضفة الغربية، والأردن .

أن هذه الرؤية ليست جديدة، فمنذ شهور تم الكشف عن خريطة لإسرائيل الكبرى تتضمن أجزاءً من سوريا ولبنان والأردن والمملكة العربية السعودية ومصر، إلى جانب كامل أراضي فلسطين التاريخية ، حيث أن نتنياهو وصحبه في اليمين الصهيوني يسيطرون على الرأي العام الإسرائيلي، وأن إيديولوجيتهم تتجاوز حدود إسرائيل وفلسطين التاريخية .

في ظل كل تلك المعطيات وكذلك التصريحات الاستفزازية "الصريحة" والخطيرة التي صدرت وعكست العقلية العدوانية التوسعية للمشروع الصهيوني منذ نشأته، والتي تهدف لإحياء أطماعه في المنطقة ، اذ تتجلى بوضوح تلك الأطماع وتجاوزاته المتواصلة للاتفاقيات الموقعة مع الدول المجاورة ، بعد أن اعلن نتنياهو عن أهدافه بصراحة، والتي يمارسها أيضاً عملياً من خلال تجاوز اتفاق أوسلو، وقد يسعى أيضاً إلى تقويض اتفاق وادي عربة، وصولاً إلى إقامة (إسرائيل الكبرى) كما يدعي .

ان المنطقة وفي ظل ما يصدر من تصريحات عبثية لحكومة نتنياهو المتطرفة والتي تعكس الأيديولوجية المتطرفة لليمين الصهيوني في الائتلاف الحاكم الحالي تثبت أن السلام الموعود الهدف منه التمهيد لإسرائيل الكبرى وللهيمنة الإسرائيلية على المنطقة، وليس الاستقرار الحقيقي ، لذلك فاليوم بات على الأطراف العربية إدراك المخطط الإسرائيلي والاستعداد لمواجهته جماعياً ، لذلك فنحن اليوم بحاجة إلى مراجعات حقيقية للسياسات تجاه الكيان الاسرائيلي ومنعه من التمادي في أطماعه ، وكذلك بحاجة الى مراجعة الاستراتيجيات والتعاون الإقليمي لمواجهة الأطماع الإسرائيلية والتي باتت ضرورة ملحة .

ان هذا الواقع يتطلب تغيير الاستراتيجية المتبعة تجاه اسرائيل ، إذ تشير الأفعال على الأرض، لا الأقوال، إلى نية حقيقية للتوسع، سواء في سوريا أو لبنان، أو في غور الأردن، مع تكرار الحديث عن تهجير الفلسطينيين وإمكانية ضم أجزاء من الأراضي الأردنية ، كما الحديث ايضاً عن التهديدات المماثلة للأراضي المصرية، بما في ذلك إنشاء مناطق عازلة .

ان الأبعاد الخطيرة لهذه الرؤية وتاثيراتها الإقليمية ، تؤكد أن التعامل مع إسرائيل وفق استراتيجيات السلام التقليدية أصبح بلا جدوى، وأن المنطقة بحاجة إلى مراجعات سياسية واستراتيجية عاجلة لمواجهة المخططات الإسرائيلية وحماية الأمن العربي المشترك ، مما يجعل الحفاظ على الاتفاقات لا قيمة له ، وان تمسك العرب بالاتفاقيات والمعاهدات بات امراً يجب مراجعته ، ما يتطلب مراجعة الضامن الأمريكي الذي ظل أكبر مدافع عن الرؤية الإسرائيلية.

وأخيرا فأن الاردن يدرك تماماً المخططات الإسرائيلية ويتعاطى معها بجدية، ومستعد لكل السيناريوهات، لان عقيدته عقيدة واضحة تجاه الاطماع إسرائيليه ، التي كشفت الوجه الحقيقي لليمين الصهيوني ، ما يجعل الحديث عن السلام أمراً بلا جدوى، لأن التعامل يتم مع عصابة إجرامية تمتد إجراماتها خارج فلسطين لتشمل دولاً أخرى .

بقي ان اقول أن الشعب الأردني قيادةً وجيشاً وشعباً لن يسمح بأي مساس بسيادته أو أمنه القومي ، وأن الانسجام بين الموقف الشعبي والرسمي في الأردن يشكل صمام أمان للأمن القومي، وأن أي محاولة لفرض واقع جديد على حساب الأردن أو فلسطين، سيتحطم على صخرة الإرادة الوطنية التي لا يمكن اختراقها .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :