من وجهة نظري التي أراها وأحسها في المجتمع فإن أي تصريح في قضية حين تُعطى مساحة واسعة من التفسيرات والتحليلات، والمقابلات التلفزيونية والمتابعات المستمرة، تبدأ بالتحول من أمر عادي أو هامشي إلى قضية رأي عام، لأن التكرار والضوء الإعلامي يعطيانها ثقلًا لا تستحقه، فكثير من التصريحات التي يطلقها السياسيون أو (الشخصيات المؤثرة) تضيف لها شرعية. وقوة تداولها في المجتمع يجعلها “تفرض نفسها” على الأجندة العامة، حتى على صناع القرار.

بمعنى آخر: أحيانًا لا تكون قوة الموضوع في جوهره، بل في مقدار الاهتمام الذي يُسلّط عليه.

وهذا الذكاء السياسي عادة ما يسمى بـ "إدارة الخطاب العام".. أو "اختبار رد فعل الشارع الشعبي".

وهو ليس مجرد كلام عابر، بل رسائل محسوبة لها أهداف محددة. كمثل جس نبض الشارع، أو فرض الموضوع على الأجندة حين يتحدث الناس عنه بكثرة. أو إشغال الرأي العام لصرف الانتباه عن قضايا أخرى، أو تهيئة الناس للتغيير، بطرح فكرة على شكل تصريح ثم تتكرر ثم تقبل تدريجيا.

الخلاصة:

التصريحات السياسية، جزء كبير منها هو فن اختبار في التوقيت والكلمات، أو رسائل غير مباشرة للخصوم أو الحلفاء. أو وسائل. تعبئة شعبية لزرع الخوف. لذلك خلينا نكون أوعى.. وأن لا نضخم التصريحات، فالكلمة لا تكبر الا بقدر ما نهتم بها ،مش كل تصريح سياسي لازم نعمل عليه ضجة وتحليلات ونقاشات طويلة ولقاءات تلفزيونية وبوستات فيسبوكية .الوعي انه نسمع ونفكر وما نعطي اهتمام كبير لاي تصريح أكبر من حجمه ،حتى لا يفرض نفسه على تفكير المجتمع ،وأن نترك الامور السياسية لأصحاب القرار والعمل.