facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الأردن دولة راسخة أقوى من كل التحديات


المحامي سلطان نايف العدوان
18-08-2025 12:06 PM

الحقيقة أن الأردن لم يكن يومًا في حاجة لإثبات سيادته أو صلابته أمام تصريحات نتنياهو الأخيرة؛ فالتاريخ والجغرافيا والقانون الدولي كفيلة بتعريف أي طامح أو واهم بحدود قدرته.

فمن يعرف الأردني يدرك أن العسكرية وجدان متوارث يختلط بالهوية، ويترسخ في كل بيت جنديًا أو شهيدًا أو عهدًا بالوفاء.

هذه الأرض التي نقف عليها، والتي ارتوت بدماء شهداء الجيش العربي في باب الواد واللطرون والكرامة، لا تعرف الهزيمة ولا تعترف بالانكسار.

والمفارقة الصارخة أن من يلوّح بخريطة توسعية عليه أن يسأل نفسه أولًا: من سيملأ هذه الخريطة؟ سجلات رسمية موثقة لطلبات أجيال من المهاجرين الذين باتوا يندمون على اللحظة التي تركوا فيها أوطانهم، ويبحثون اليوم عن فرصة للعودة من حيث أتوا، بعدما اكتشفوا أن الحياة تحت إدارة فاسدة ومجرمة ليست سوى موت بطيء لهم ولعائلاتهم.

من هاجر بحثًا عن مدينة الأحلام، وجد نفسه يترقب لحظة الهروب.

وحتى نكون واضحين، فإن تصريح نتنياهو ليس من فراغ؛ هو هروب للأمام من أزمات داخلية خانقة، وضغوط سياسية وقضائية تهدد بقاءه، ومحاولة لإزاحة بوصلة الرأي العام الإسرائيلي عن ملفات فساد وتدهور اقتصادي وأمني.

هو أيضًا رسالة مبطنة للمعارضة مفادها أن أي رفض لهذا المشروع التوسعي سيُقرأ كخيانة، ليضيق الخناق على كل صوت مختلف.

أما نحن، في الأردن، فالأمر مختلف. هنا الانتماء لا يُشترى ولا يُستورد.

هنا، حين يصدح النشيد الوطني، ترى جنديًا يعرف أن موقعه على الحدود عهدٌ في عنقه، وحين يلتقي الأردني بالأردني، يعرف كلاهما أن الوطن أكبر من أي خلاف، وأغلى من أي مكسب شخصي.

الأردن الذي عبر حدوده دفاعًا عن غزة، يجعل من أي خطر عليه معركة تُحسم في الميدان ويشهد عليها التاريخ، وتتناقلها الأجيال.

تصريح نتنياهو دخان كثيف يخفي حقيقة أوضح من الشمس: كيان هشّ يتآكل من الداخل قبل أن يجرؤ على تحدي جيرانه.

وإذا كان يظن أن الأردن سيقف متفرجًا، فهو لم يقرأ تاريخ هذه الأمة جيدًا.

في قاموسنا، الدفاع عن الأردن ليس خيارًا، بل قدرٌ نختاره كل يوم، وجيشنا ليس حارس حدود فحسب، بل حارس هوية وكرامة ومصير.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :