facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




خدمة العلم .. رهان المستقبل وسلاح الوطن


م. سالم خصاونة
18-08-2025 12:23 PM

حين أعلن عن قرار إعادة خدمة العلم لم يكن وقع الخبر عادياً على مسامع الأردنيين بل كان أشبه بجرس نهضة يقرع في القلوب قبل العقول فيوقظ في النفوس مشاعر الفخر والعزيمة ويستنهض الهمم لمواجهة التحديات والوقوف صفاً واحداً في وجه العدو الغاصب المجرم الذي لا يتوقف عن دس أطماعه الخبيثة في أرضنا ومقدساتنا وقد كان القرار تعبيراً صادقاً عن رؤية القيادة الهاشمية التي تؤمن بأن الدفاع عن الوطن ليس خياراً بل واجب مقدس وأن إعداد الأجيال هو خط الدفاع الأول عن الأردن الحصين.

لقد جاءت إعادة خدمة العلم كخطة استراتيجية تتجاوز بعدها العسكري لتصبح مشروعاً وطنياً شاملاً لبناء الإنسان الأردني ولترسيخ الهوية الوطنية والانتماء الحقيقي والانضباط الصارم في نفوس شبابنا فهي ليست مجرد فترة تدريب عسكري بل مدرسة متكاملة تصوغ الرجال وتمنحهم فرصة لاكتشاف قدراتهم وتغرس فيهم قيم الرجولة والتضحية وتحمل المسؤولية ومن خلالها يُبعد الشباب عن مستنقعات البطالة والتشتت ليكونوا طاقة فاعلة في بناء وطنهم بدلاً من أن يضيعوا في فراغ قاتل يبدد الطاقات.

وإذ يشكل الشباب غالبية المجتمع الأردني فإن هذا القرار جاء ليضعهم في مكانهم الطبيعي في مقدمة الصفوف ولأن القيادة الهاشمية أدركت دائماً أن المستقبل لا يُبنى إلا بسواعد الشباب وعزيمتهم كان سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني في طليعة الداعمين والمبادرين لمثل هذه القرارات فقد كان سموه منذ بداية عهده قريباً من قضايا الشباب حاملاً همومهم مؤمناً بقدراتهم معلناً أن الشباب هم ذخيرة الأردن وسر صموده إن حضوره بينهم وتواصله الدائم مع طموحاتهم يجعل من إعادة خدمة العلم فرصة لتجسيد رؤيته في صناعة جيل واثق قوي منضبط يعرف تماماً معنى أن يكون أردنياً هاشمياً.

إن خدمة العلم تعني في جوهرها إعداد جيل يدرك أن الدفاع عن الوطن شرف وواجب وأن الأردن بفضل الله ثم بقيادته وشعبه سيبقى عصياً على كل معتد غاصب وهي أيضاً رسالة مباشرة إلى العدو الاسرائيلي بأن الأردن ليس وحده محصناً بسلاحه وجيشه الباسل فقط بل محصن أيضاً بشبابه الذين تربوا على الولاء والانتماء ويقفون خلف قيادتهم الهاشمية صفاً واحداً لا يلين.

لقد كان جلالة الملك عبدالله الثاني القائد الأعلى للقوات المسلحة يؤكد دائماً أن قوة الأردن الحقيقية تكمن في وحدته الداخلية وتماسك شعبه حول جيشه وأجهزته الأمنية واليوم يأتي قرار إعادة خدمة العلم ليجسد هذه الرؤية الملكية عملياً فيحوّل الشباب من متلق إلى مشارك ومن عاطل إلى فاعل ومن فرد عادي إلى جندي في مشروع الوطن الكبير ومع وجود ولي العهد الذي يمثل جيل الشباب ويعيش همومه وطموحاته تتجدد الثقة بأن الأردن يخطو بخطوات ثابتة نحو مستقبل أكثر صلابة واستقراراً.

إنها مرحلة جديدة من مسيرة الدولة الأردنية تعلن أن الأردن لا يكتفي برد الفعل بل يبادر بالفعل فإعادة خدمة العلم ليست عودة إلى الماضي بل انطلاقة نحو المستقبل حيث تتجذر قيم الوطنية والانضباط والتضحية في نفوس أبنائنا إنها صمام أمان يضمن أن يبقى الأردن قوياً متماسكاً مستعداً لمواجهة أي خطر ومحافظاً على كرامته وسيادته.

ولعل أجمل ما في هذا القرار أنه يجمع بين الحكمة الملكية والرؤية الشبابية بين قيادة عليا تعرف حجم التحديات وتضع الخطط لمواجهتها وولي عهد يقف بين أبناء جيله ليؤكد أن الأردن لا يبنيه إلا شبابه ومعاً يشكلان معادلة وطنية قوامها الثقة والعزم والانتماء ليبقى الأردن كما كان دائماً صخرة تتحطم عليها أطماع المعتدين.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :