facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"جيل جديد" تحت راية الالتزام والانضباط


فيصل تايه
19-08-2025 10:06 AM

بعد توقف دام خمسةً وثلاثين عاماً ، وتنفيذاً لرؤية سمو ولي العهد الامير الحسين ابن عبدالله الثاني ، تعيد الحكومة إطلاق "خدمة العلم" بصيغة عصرية تجمع بين الانضباط العسكري والتأهيل المعرفي ، فمن المعروف ان خدمة العلم في الأردن تشكل واحدة من أبرز السياسات الوطنية التي تهدف إلى تعزيز قيم الانتماء والالتزام لدى الشباب، إضافةً إلى إكسابهم مهارات عملية تتناسب مع احتياجاتهم المستقبلية ، وتبقى هذه الخدمة موضوعًا حاضرًا في النقاش العام لما لها من انعكاسات ايجابية اجتماعية واقتصادية وسياسية.

لقد أعيد طرح "خدمة العلم" بمفهوم جديد يقوم على الدمج بين التدريب العسكري والانضباط من جهة، والتأهيل المهني والمهارات الحياتية وتعزيز الثقافة المعرفية ، ورفع جاهزية الشباب للانخراط في الاقتصاد الوطني ، حيث تاتي ضمن خطة تدريجية تبدأ بـ ٦٠٠ شاب تبدأ مع بداية عام ٢٠٢٦م ، وتمتد إلى أكثر من ذلك ، وهدفها الاستراتيجي هو ترسيخ مواطنة فاعلة، وتعزيز الهوية الوطنية، إضافة الى صقل شخصيات الشباب ضمن مؤسسة الدولة العسكرية وبتركيز على الإنصاف والشفافية.

برأيي ، فان قرار الحكومة بإعادة تفعيل "خدمة العلم" هو خطوة جريئة وضرورية في هذا الوقت ، فنحن بحاجة إلى برامج تُعيد للشباب روح الالتزام والانضباط، وتمنحهم الفرصة لاكتساب مهارات حياتية ومجتمعية حقيقية ، حيث ان الكثير من الشباب اليوم يواجهون تحديات البطالة ناهيك عن ضعف الارتباط بالهوية الوطنية، وحتى قلة الفرص للتطوير الذاتي ، لكن خدمة العلم بصيغتها الجديدة لا تقتصر على التدريب العسكري فقط، بل تمتد لتشمل محاضرات وورش عمل في الاقتصاد، الثقافة والمجتمع. هذا الدمج بين الجانب العسكري والمدني يجعل التجربة أكثر شمولية ويُهيئ الشباب لمستقبل أفضل.

كما وأرى ان خدمة العلم تحمل بعدًا اجتماعيًا مهمًا، إذ تسعى إلى صهر الشباب في بوتقة واحدة بعيدًا عن الفوارق الطبقية والمناطقية ، وتغرس قيم التعاون والمسؤولية والانضباط ، اذ أن هذا الجانب يعزز اللحمة الوطنية ويعيد الاعتبار لفكرة "المواطنة الفاعلة"، خصوصًا في ظل التحديات الاجتماعية والاقتصادية المتزايدة.

اما من الناحية الاقتصادية، فإننا نامل ان يُنظر إلى "خدمة العلم" كأداة لمعالجة مشكلة البطالة التي تُعد من أبرز التحديات في الأردن، خاصة بين فئة الشباب ، كما ونتمنى ان يوفر البرنامج تدريبات متخصصة في مجالات تقنية ومهنية، رغم ان البرنامج ليس بديلاً عن برامج التدريب المهني -كما اعلن- لكن يمكن له ان يمنح الشباب ثقافة العمل المبني على الكفايات وفق متطلبات السوق واحتياجاته ، وذلك ضمن برامج توعوية موجهه، ما يرفع قناعاتهم ورغباتهم بمهن مستقبلية تتواءم مع احتياجات البلد ، وقد يزوّد السوق بمهارات تخصصية يحتاجها ، لذلك فاننا نطمح ان لا تتحول الخدمة إلى مرحلة انتقالية بمردود مستدام.

لكن تظل خدمة العلم تجربة متجددة وخطوة إيجابية لإعادة الانضباط وترسيخ روح العمل الجماعي تسعى الدولة من خلالها إلى موازنة المتطلبات الوطنية مع احتياجات الشباب الفردية ، فنجاحها يعتمد على وضوح أهدافها، ومرونتها في التطبيق، وقدرتها على تقديم قيمة مضافة حقيقية للمجتمع والاقتصاد ، مع أهمية تحسين ظروف التدريب والتأكد من تكافؤ الفرص بين الجنسين ، ويبقى الأمل أن تكون هذه الخدمة جسرًا يعبر بالشباب نحو مستقبل أكثر استقرارًا وأماناً .

وأخيرا فان إعادة خدمة العلم ليست مجرد تدريب عسكري، بل هي مشروع وطني شامل لبناء الإنسان الأردني، وترسيخ قيم الانتماء والالتزام ، لذا أرى أن نجاح هذا البرنامج يعتمد على تفاعل الشباب معه بإيجابية، وعلى استمرار الدولة في تطويره بما ينسجم مع حاجات المجتمع والوطن .

والله ولي التوفيق





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :