عمون - القطط ليست مخلوقات عشوائية في قراراتها كما يظن البعض، بل تملك معايير خاصة ودقيقة تحدد من يكون الأقرب إلى قلبها. قد يعتقد البعض أن الأمر مجرد صدفة أو نتيجة لمنحها بعض الطعام، لكن الحقيقة أن القطط تبني تفضيلاتها على أسس واضحة تشبه إلى حد ما أسلوب البشر في اختيار من يثقون به. هذه المخلوقات الرقيقة تحتفظ في ذاكرتها بقائمة من المؤشرات الإيجابية والسلبية التي تحدد الشخص الذي تنجذب إليه أكثر من غيره.

وهذه أبرز هذه المعايير التي تختار القطط على أساسها الشخص المفضل لها:

الرعاية المستمرة والعناية الدائمة
أول ما تبحث عنه القطة في الإنسان المفضل لديها هو الاهتمام المنتظم والرعاية الثابتة. القطط بطبعها كائنات تحب الروتين، لذلك تميل إلى الشخص الذي يحرص على إطعامها في وقت محدد، والحفاظ على نظافة مكانها، وتوفير احتياجاتها دون تقصير. ولا يقتصر الأمر على توفير الطعام فقط، بل يشمل أيضًا منحها ما تحبه من مأكولات خاصة أو مكافآت صغيرة تجعلها تشعر بالتقدير والراحة.

احترام الحدود والمساحة الشخصية
تحب القطط أن تتعامل مع الآخرين بشروطها الخاصة، ولا تميل إلى من يفرض عليها القرب أو يطاردها من أجل اللعب أو الاحتضان. الشخص الذي يمنح القطة المساحة التي تحتاجها، ويحترم رغبتها في الابتعاد أو الاقتراب متى شاءت، يحظى عادة بمكانة مميزة لديها. فالقطة تشعر بالأمان أكثر مع من يدرك أن المبادرة في التواصل يجب أن تأتي منها لا منه.

فهم لغة الجسد وإشارات التواصل
القطط تتحدث بلغة صامتة تعتمد على حركات الذيل، ووضعية الأذنين، وحتى طريقة النظر أو البطء في الوميض. الشخص القادر على قراءة هذه الإشارات والتجاوب معها ينجح في بناء رابطة ثقة قوية مع القطة. وعندما تشعر القطة أن من أمامها يفهم رسائلها غير المنطوقة، فإنها تصبح أكثر راحة واطمئنانًا، مما يقربه إلى قلبها بشكل أكبر.

الهدوء واللطف في الحضور
القطط بطبعها حساسة تجاه الأصوات العالية أو الحركات المفاجئة، وخاصة تلك التي عانت من مواقف سابقة صعبة أو صادمة. لذلك فهي تفضل الشخص الهادئ، اللطيف في تعامله، والذي يمنحها الوقت الكافي للتعود عليه. ومع مرور الوقت، تتحول هذه الطمأنينة إلى شعور عميق بالأمان، يجعل القطة ترى فيه ملاذًا موثوقًا تلجأ إليه عند الحاجة.



yourtango