لا أعرف اذا ما كانت القصائد التي نظمها سعيد عقل وحيدر محمود وحبيب الزيودي وعلي عبيد الساعة فتغنت بجبالها تارة وطقسها أخرى وحريتها وجمالها وعلاقتها بالعروبة وامالها وهمومها ومجدها وحب أهلها لها جاءت بسبب الحس الشعري لهذه النخبة ام لفرط جمال المدينة وجوارها.
في عمان كل شيء يسحرني اضواءها وتداخل جبالها ولطف طقسها وعذوبة أهلها وتربعها على الهضبة الفاصلة بين الصحراء وحفرة الانهدام.
بالأمس سعدت ان زارني ثلة من الأصدقاء الذين عاشوا على أرض هذه المدينة وعاصروا نموها وتمددها منذ سبعينات القرن الماضي فعرفوا بيوتها وعائلاتها وتجارها وشرطتها وقصصاك كثيرة لا يعرفها غيرهم عن الإنسان والمكان والحياة والناس والسياسة والاجتماع ومفاصل المد والجزر في حياة المدينة التي يعشقها الجميع.
بالرغم اني اجالس الرفاق منذ نصف قرن الا ان هناك جديد في كل مرة بدهشني...
عمان كانت وستظل مدينة ساحرة وجميلة لكن أجمل ما فيها هذا الطقس الذي يشجع على الجلسات المسائية التي تشبه ندوات في التاريخ الاجتماعي.
في تقديري ان عمان أعطت لجوارها أضعاف ما أعطى لها.
لا اظن ان في المحيط العربي مثل عمان وليلها فهو ساحر رغم ضجيج مضخمات الصوت التي اضافها بعض الأشقياء على عوادم سياراتهم واصروا ان ينتزعوا شيئا من هدوء وسحر المكان.
أتمنى لو ان لشرطتنا حضور في الساعات التي ينشط فيها من احترفوا اقلاق الراحة العامة.