سمرقند تستقبل عبدالله الثاني بالحب
د. صالح سليم الحموري
27-08-2025 12:08 PM
لافتة كانت حفاوة الاستقبال التي حظي بها جلالة الملك عبدالله الثاني خلال زيارته الرسمية إلى أوزبكستان بدعوة من رئيس الدولة، فمنذ لحظة وصوله إلى مدينة سمرقند العريقة، بدا واضحًا أن الزيارة لم تكن مجرد بروتوكول دبلوماسي، بل حدث استثنائي عكس دفء العلاقات بين البلدين وصدق المحبة التي يكنها الشعب الأوزبكي للأردن وقيادته.
لقد استوقفني شخصيًا حجم الترحاب الكبير، إذ أعاد إلى ذاكرتي معرفتي الأولى بالشعب الأوزبكي من خلال جناحهم المميز في إكسبو دبي، ثم عبر برامج التبادل المعرفي التي نظمناها في كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية. غير أن ما رأيته في مشاهد الاستقبال الملكي تجاوز كل الانطباعات السابقة، ليؤكد أن هذه العلاقة راسخة وعميقة، ومبنية على محبة صادقة تتجاوز الرسميات.
ولعل هذا ما جعلني أقرر، في لحظة تأمل شخصية، أن أبحث اليوم عن مطعم أوزبكي في دبي لأتذوق شيئًا من أطباقهم التقليدية، وأتساءل: هل في طعامهم أيضًا يتجلى ذلك الحب؟ وربما كانت هذه الخطوة مقدمة طبيعية لأن أضع زيارة أوزبكستان على أجندتي قريبًا، لأتعرف عن قرب على هذا البلد العريق وشعبه الكريم.
صحيح أن الزيارة حملت في طياتها محادثات رسمية واتفاقيات لتعزيز التعاون بين البلدين، لكن ما لفتني أكثر هو بعدها الإنساني؛ فالمشهد بأكمله جسّد فكرة أن العلاقات الدولية لا تُبنى فقط على المصالح المتبادلة، بل على جسور من الاحترام والمودة والثقة.
إن زيارة عبدالله الثاني إلى أوزبكستان لم تكن لقاءً سياسيًا عابرًا، بل لحظة تاريخية حملت في طياتها رسالة صداقة صادقة بين شعبين يتقاسمان قيم الانفتاح والإنسانية.
وبالنسبة لي، لم تكن هذه الزيارة مجرد خبر في العناوين، بل دعوة مفتوحة لاكتشاف بلد ثري بتاريخ وحضارة، والتواصل مع شعب كريم أثبت أن الدبلوماسية الحقيقية تبدأ من القلب قبل القلم.