عندما نعترض على الشيعه فنقول ان عندهم التقية الدينية وهي ان تظهر غير ما تبطن للخلاص من اي عمل امامك هذا دينيا اما التقية السياسية عندنا فحدث ولا حرج فالذي رأيناه بالامس ينتقد ويطالب بحلول جذرية لمشاكل الوطن والمواطن هو اليوم من اكبر المدافعين عن الحكومة في مواضيع هو اصلا انتقدها في مرحلة سابقه وليس في الزمان البعيد.
الكثيرون ممن هاجموا الدولة والحكومات طال انتظارهم من أجل الوصول لمنصب والكثيرين مارسوا كل انواع السباب والشتم انقلبوا مرة واحدة الى مادحين واذا سألتهم وذكرتهم باقوالهم اجابوا تغيرت الظروف وتبدلت الاحوال وليس بالامكان افضل مما كان، هذه تقية يراد بها الوصول الى منصب وكل شيء مباح اذا كان الطموح كرسي ومنصب والتبدل والتغير صفه المجتمع.
هذه التقية السياسية يمارسها الكثيرون من حيث علموا او لم يعلموا في سبيل الوصول الى اهدافهم.
يقال أنّ هؤلاء لم يكن لديهم ولاء ولا انتماء ولكن لديهم هدفا اذا بدلوا جلودهم اكثر من مرة يمكنهم الوصول اليه ويعتبرون ذلك فهلوة وشطارة وليس عيبًا.
يقال على سبيل الفكاهة أنّ اصحاب المبادئ انظف الناس في المجتمعات وذلك لانهم باستمرار يبدلونها فتبقى نظيفه ليس عيبًا لا خطأ إن كنت مقتنعا بفكرة او مبدأ واثبتت التجارب والاحداث خطأ اعتقادك وتبدلت نظرتك وافكارك بناءً على ذلك او تطور فكرك فيما كنت تعتقد سابقا وما تعتقد به الان نتيجة التجربة وعلينا جميعا ان لا نحكم على الماضي بوعي الحاضر وبما توفر لدينا اليوم ولم يكن متوفرا لغيرنا في السابق.
ان ممارسة التغيير السريع واعتبار ذلك تقية سياسة وواجب وضرورة لمرحلة تاريخية معينة ليس صحيحا ابدا انما هو كذب واضح ولكنه تغلف بغلاف التقية وان الضرورات يبحن المحرمات هو ايضا تقية نمارسها عن عمد وعلم او غير علم وهنا الكارثة.
يقولون اذا اردت اسقاط المعارضة سلمها الحكم فتسقط لانها معارضى كلام وليست معارضى لها برامج جاهزه للعمل.
ان ممارسه التقية السياسة من قبل الكثيرين تفقدهم مكانتهم عند الناس لأن الناس تتمتع بذاكرة قوية وقادرة على التمييز بين الكلام والفعل ورده الفعل وبين المعارضة للوصول الى منصب وبين المعارضة المبنية على برامج وطريقه عمل للمستقبل.