facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




المسرح العبثي وحرب التصريحات


د.سالم الدهام
30-08-2025 12:44 AM

وجد المسرح العبثي بعيد ظروف عالمية سياسية وعسكرية عصفت باستقرار العالم، وكادت أن تأتي على المنجز البشري كله على هذا الكوكب في أعقاب حوار عنيف بأدوات الموت الشامل الذي أسفر عن إزهاق عشرات الملايين من الأرواح البشرية حول العالم... ويقدم هذا النوع من المسرح مشاهد تعبر عن أزمات حقيقية عميقة من خلال أسئلة كبرى تنفجر في وجه راسمي السياسات ومهندسيها ومنفذيها من العاملين في المسرح السياسي وقيادييه؛ ليطلعوا على مآلات الواقع، دون تقديم حلول أو إجابات عن تلك الأسئلة، والاكتفاء بوضعها في صورة رسائل لمن يهمهم الأمر؛ ليضطلعوا بمسؤولياتهم ويقوموا بواجباتهم من أجل الإجابة عن تلك الأسئلة الوجودية الملحة على مستوى العالم.

أما على المستوى المحلي فأعتقد أن ما يبث من تصريحات ومواقف، وما يقابلها من تصريحات ومواقف مضادة قرأناها وشاهدناها مؤخرا، وتراشق بها ممن شغلوا مواقع رسمية متقدمة في الدولة الأردنية كرؤساء الحكومات السابقين، والوزراء والنواب والأعيان السابقين أيضا، وما تولد عن تلك المواقف المتقابلة من استجابات مبرمجة ومساندة من هنا ومن هناك، ويضاف لذلك ما يجري من إنعاش للذاكرة الوثائقية عبر بث مزيد من المواد الفلمية المؤججة لحرب التصريحات، لا لتنفي ما أصاب السفينة من خروق، وتدحض ما يشاع من إفساد للحياة السياسية وتعطيلها، ولا لتدافع عن مصداقية الدولة، ووطنية السياسات الرسمية، وسلامة الإجراءات الحكومية، بل لتعري بعض الفرقاء وتنتصر لبعضهم الآخر، ولتؤكد أن الخروق التي أصابت السفينة كانت نتيجة رمايات عشوائية من كل الاتجاهات ممن قادوا السفينة أو ركبوا الصف الأول منها.

ومما يبدو على المسرح من تسلسل الأدوار وطبيعة الخطوات على الرقعة(اللعبة) أن ثمة متسوق خفي يجلس في غرفة السيطرة والتحكم، يشرف على اللعبة من وراء الكواليس ويحرك الأحجار، ويوزع الأدوار لتصبح اثنين أو ثلاثة ضد واحد.. غير أن النتيجة هي العبث بعينه، فالقصور في الرؤيا والرؤية معا واضح تماما في عملية التسوق الذي لم يعد خفيا؛ إذ ليس الهدف من وراء كل تلك السجالات (الأفعال وردود الأفعال).. تبرئة ساحة الوطن والدولة من العبث الذي مارسه السابقون السابقون، والأولياء المقربون، بل إن الهدف قد صار ضرب الكل بالكل من أجل تقسيم الكل، وإثبات مسؤولية الجميع عن ما اقتُرف من مآس بحق الوطن والمواطنين طوال السنوات الماضية.

إن المطلوب الآن وقف كل هذه المهاترات وهذا التصعيد الذي تنضم إليه شخصيات جديدة بشكل مستمر، وذلك حفاظا على صورة الوطن في عيون أبنائه من الناشئين، ثم بعد ذلك فتح تحقيق شامل وبأثر رجعي للتأكد من كل ما أشيع، ومحاسبة المتسببين بهذا الوجع يأثر رجعي، سواء أكانوا رسميين أو غير رسميبن، أفرادا أو جهات، ووضع حد نهائي وإلى الأبد للتدخل في تجسيد إرادة الشعب التي يجب أن تظل بعيدة عن التزوير، درءا للشكوك التي تراود أعدادا كبيرة من الأردنيين، وتحول بينهم وبين المشاركة في الحياة السياسية بجميع اشكالها بدءا من التصويت في الانتخابات وانتهاء بالتحزب السياسي.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :