facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




لماذا تأخرت اسرائيل في احتلال غزة


السفير محمد الكايد
01-09-2025 04:39 PM

أعلنت اسرائيل منذ فترة ليست قريبة عن نيتها باحتلال مدينة غزة كاملة والسيطرة عليها عسكريا بهدف معلن الا وهو القضاء على حماس وتحرير ما تبقى من الاسرى الاسرائيلين لديها. أما الأهداف الحقيقية الغير معلنة والتي يعلمها الجميع فهي ضم غزة اداريا وعسكريا واقتصاديا لاسرائيل بعد تهجير الفلسطينيين سواء طواعية او كراهية الى خارج القطاع وليس لداخله ضمن استراتيجية واضحة وهي التمدد الجغرافي لدولة اسرائيل ابتداء من غزة للانطلاق شرقا وغربا حسب ما صرح به رئيس الوزراء الاسرائيلي عن حلمه في تحقيق النبوءات التوراتية لاسرائيل الكبرى.

ولكن من الواضح ان الحكومة الاسرائيلية قد تمهلت في تطبيق خطتها العسكرية لاسباب واضحة وخافية تتعلق بمصير حكومة نتنياهو في حال الفشل او النجاح، كذلك الوضع العسكري على الارض ، والخلافات الداخلية الاسرائيلية، والرد الدولي والاقليمي على الاعتداء.

تقوم سياسة الحكومة الاسرائيلية الحالية على مبدأ شن الحروب أينما وجدت وإدامتها بهدف إطالة عمرالحكومة السياسي وتجنيب رئيسها المصير الذي ينتظره نتيجة تهم الفساد. فمن غزة الى لبنان واليمن وايران شنت اسرائيل عمليات عسكرية لم تؤد الى اي انتصارات واضحة بالمعنى العسكري والسياسي فما زالت حماس قادرة على شن عمليات عسكرية ضد الجنود الاسرائيلين ولا يزال حزب الله يرفض تسليم أسلحته كذلك تستمر الصواريخ اليمنية رغم قلتها بالانطلاق نحو اسرائيل ، وفشلت اسرائيل ايضا في ايران فلم يتغير النظام السياسي فيها ولم يتخلى عن مشروعه النووي. وبالرغم من كل هذة الاخفاقات ، لا يزال نتنياهو يتحدث عن خطر باكستان النووي وخطر تركيا المستقبلي ويحلم بتوسيع حدود اسرائيل بنفس الطريقة. ويخرج المتابع للسلوك الاسرائلي باعتقاد واضح بان هذه الحكومة تتعمد شن الحروب واطالتها مع عدم عدم احراز نصر حاسم فيها بهدف واحد وهو البقاء في الحكم عن طريق تخويف المجتمع الاسرائيلي بالاخطار المحدقة به مما يضمن استمراريته لحين القضاء على هذه الاوهام .كما وان امبدأ شن الحروب وادامتها يلبي اطماع شركائه السياسيين المتطرفين بشكل يضمن تماسك ائتلافه الحكومي.

من جهة اخرى، فان احتلال مدينة غزة عسكريا لن يكون بمثابة نزهة للجيش الاسرائيلي بل يمكن ان تتحول الى مقبرة بشرية للجنود والضباط الاسرائيليين الذين يعانون اصلا من ارهاق المعارك الطويلة والاصابات الجسدية والنفسية التي اصابتهم. كذلك فان التقديرات تشير الى الحاجة الى حوالي خمس فرق عسكرية وما يعادل 50 الف جندي احتياط لادارة المعركة ، الأمر الذي يضع الموارد العسكرية الاسرائيلية في وضع خطير خاصة ان امد الحرب قد يطول عما هو مخطط له . ناهيك عن الخلافات الدائرة بين المستوى السياسي والمستوى العسكري داخل اسرائيل بخصوص أهداف الحملة ومدتها وتعبئتها. من ناحية ثانية ، فقد اكتسب مقاتلو حماس خبرة قتالية عالية وطوروا من مقدراتهم النوعية وتكتيكاتهم العسكرية بدليل العملية الاخيرة التي حاولوا فيها اسر جنود اسرئيليين ، وما زالوا يتمتعوا بالعقيدة القتالية العالية بالرغم من مقتل العديد من قادتهم وزعمائهم العسكريين والسياسيين ترفدهم بذلك شبكة أنفاق كبيرة والتي في معظمها ما زالت تعمل.

لدا فان تاخير انطلاق العمليات العسكرية نابع من عدم تيقن القيادة السياسية الاسرائيلية في تحقيق نصر مطلق يخرج فيه نتنياهو منتصرا بشكل كاسح . ولو كان نتنياهو متاكدا من نتيجة الحملة لرأيت الجنود الاسرائيليين الان في أزقة المخيمات والحواري داخل غزة. وفي الوقت الذي يصبح فيه الخيار العسكري مضمونا ، فلن يتوانى نتنياهو عن اعطاء الامر ببدء الحملة فورا مما يشير الى انه لا زال لغاية الان يحسب مستقبله السياسي على احتمالات النصر او الهزيمة على ارض مدينة غزة. ويعلم نتنياهو انه وفي حال تمكنت حماس من اسر جندي اسرائيلي واحد خلال احتلال غزة قفد يؤدي ذلك الى انقلاب معظم الاسرائيليين ضده وضد سياساته التي لم تؤدي الى نتيجة الى غاية الان.
من جهة اخرى ، يساهم الوضع السياسي الداخلي ايضا في تردد نتنياهو في اتخاذ قرار البدء بالهجوم. فمن المعارضة السياسية المتربصة به الى قيادات عسكرية وقضائية على خلاف علني معه ، الى اهالي الاسرى الذين ازعجوا حكومته بالمطالبات بعقد صفقة وتعاطف قسم من المجتمع الاسرائيلي معهم ، كذلك الوضع الاقتصادي والسياحي داخل اسرائيل ، وتجنيد الطوائف الدينية كلها جعلت من نتنياهو غير متيقن من مستقبله السياسي في حال اجراء الانتخابات وفرصه في الفوز. ولو كان متأكدا لدعا الى انتخابات مبكرة تخلصه من الحصار السياسي الذي يمارسه المعارضين له ضد سياساته وحروبه العبثية.
من ناحيته ، يساهم الموقف الدولي غير المؤيد لاهداف نتنياهو في تردد القيادة السياسية الاسرائيلية لبدء العمليات العسكرية. فباستثناء الولايات المتحدة والادارة الامريكية لا يوجد دولة تؤيد الخطة الاسرائيلية بالمطلق كما تفعل واشنطن بالرغم من وجود معارضة قوية لدى الرأي العام الامريكي وخاصة القاعدة المؤيدة للجموريين ضد الدعم غير المسبوق للادارة الامريكية للخطط الاسرائيلية. ومن جهتها ، اعلنت عدد من الدول الاوروبية وبالاخص فرنسا معارضة شديدة للخطط الاسرائيلية التي ستؤدي حتما الى التهجير القسري للفلسطينيين واتخذت اهم الدول الاوروبية قرارا بلاعتراف بالدولة الفلسطينة خلال الشهر الحالي وهي الخطوة التي لا يمكن تفسيرها الا بموقف الاتحاد الاوروبي الرافض لسياسات نتنياهو وترجمة هذا الموقف بخطوة الاعتراف. وهناك ايضا موقف الامم المتحدة والمنظمات الدولية التي اعلنت رسميا رفضها لحالة التجويع التي تمارسها اسرائيل وسياسة التطهير العرقي والتهجير القسري. ناهيك عن موقف الدول الكبرى الاخرى مثل روسيا والصين التي اعلنت مبكرا عر رفضها لسياسة اسرائيل.

وتدرك حكومة نتنياهو انها لا تحظى بتاتا بالتأييد الدولي ، وهناك مواقف شديدة اللهجة ضده وضد اسرائيل ، وان الراي العام الدولي في معظم البلدان شهد تحولا عميقا من مناصرة اسرائيل الى مناهضة السياسات والدوافع والاهداف الاسرائيلية. ويخشى نتنياهو ان يمتد تاثير الراي العام في تلك الدول الى سياسات الحكومات مثلما حصل مؤخرا في هولندا بانفراط عقد الحكومة فيها نتيجة خلافات حول الموقف من اسرائيل. واكثر ما يخشاه نتنياهو هو التاثير الذي ممكن ان تمارسه دول العالم الوازنه على الادارة الامريكية لاتخاذ موقفا اشد صرامة تجاه الحكومة الاسرائيلية ، وهو الامر المستبعد حاليا، ولكن لا يمكن استبعاده مطلقا نتيجة المزاج السياسي والاقتصادي المتقلب للادارة الامريكية وخاصة للرئيس ترامب. ولو كان نتنياهو متاكدا من الموقف الدولي لما تردد للحظة في بدء هجومه الموعود ولكنه يعلم ان مصالح اسرائيل قد تتاثر مع هذه الدول مما سينعكس حتما على حكومته التي اضاعت التاييد العالمي الذي كانت تتمتع به سابقا وسينعكس سلبا على بقية اعضاء ائتلافه الحكومي وكذلك على كثير من القطاعات الاقتصادية والمجتمعية داخل اسرائيل.

في خلاصة الموضوع، فان التردد والتريث لدى الحكومة الاسرائيلية في اتخاذ قرار البدء بالحرب ليس ناتجا عن ضعف سياسي او عسكري اسرائيلي بل هو نتيجة حسابات سياسية متشابكة في عقل نتنياهو لم يتمكن لغاية الان من حلها. وفي اللحظة التي يستنتج فيها المخرجات السياسية والشخصيه لمستقبله السياسي والشخصي فسيخرج على العالم بقراره المنتظر اي كان مع كل التبريرات والشروحات التي تهدف الى حماية مستقبله ومستقبل زوجته واولاده .











ز





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :